قوله : ( باب استذكار القرآن ) أي طلب ذكره بضم الذال ( وتعاهده ) أي تجديد العهد به بملازمة تلاوته .
وذكر في الباب ثلاثة أحاديث :
الأول : قوله : ( إنما مثل صاحب القرآن ) أي مع القرآن ، والمراد بالصاحب الذي ألفه ، قال عياض : المؤالفة المصاحبة ، وهو كقوله أصحاب الجنة ، وقوله ألفه أي ألف تلاوته ، وهو أعم من أن يألفها نظرا من المصحف أو عن ظهر قلب ، فإن الذي يداوم على ذلك يذل له لسانه ويسهل عليه قراءته ، فإذا هجره ثقلت عليه القراءة وشقت عليه ، وقوله " إنما " يقتضي الحصر على الراجح ، لكنه حصر مخصوص بالنسبة إلى الحفظ والنسيان بالتلاوة والترك .
قوله : ( كمثل صاحب الإبل المعقلة ) أي مع الإبل المعقلة . والمعقلة بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد القاف أي المشدودة بالعقال وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير ، شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير [ ص: 698 ] الذي يخشى منه الشراد ، فما زال التعاهد موجودا فالحفظ موجود ، كما أن البعير ما دام مشدودا بالعقال فهو محفوظ . وخص الإبل بالذكر لأنها أشد الحيوان الإنسي نفورا ، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة .
قوله : ( إن عاهد عليها أمسكها ) أي استمر إمساكه لها ، وفي رواية أيوب عن نافع عند مسلم " فإن عقلها حفظها " .