[ ص: 18 ] قوله ( باب من هاجر أو عمل خيرا لتزويج امرأة فله ما نوى ) ذكر فيه حديث عمر بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503274العمل بالنية ، وإنما لامرئ ما نوى " وقد تقدم شرحه مستوفى في أول الكتاب ، وما ترجم به من الهجرة منصوص في الحديث ، ومن عمل الخير ، مستنبط ؛ لأن الهجرة من جملة أعمال الخير ، فكما عمم في الخير في شق المطلوب وتممه بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503275فهجرته إلى ما هـاجر إليه " فكذلك شق الطلب يشمل أعمال الخير هجرة أو حجا مثلا أو صلاة أو صدقة ، وقصة مهاجر أم قيس أوردها nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني مسندة والآجري في كتاب الشريعة بغير إسناد ، ويدخل في قوله " أو عمل خيرا " ما وقع من أم سليم في امتناعها من التزويج بأبي طلحة حتى يسلم ، وهو في الحديث الذي أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي بسند صحيح عن أنس قال " خطب أبو طلحة أم سليم فقالت : والله ما مثلك يا أبا طلحة يرد ، ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة ، ولا يحل لي أن أتزوجك ، فإن تسلم فذاك مهري ، فأسلم فكان ذلك مهرها " الحديث . ووجه دخوله أن أم سليم رغبت في تزويج أبي طلحة ومنعها من ذلك كفره ، فتوصلت إلى بلوغ غرضها ببذل نفسها فظفرت بالخيرين ، وقد استشكله بعضهم بأن تحريم المسلمات على الكفار إنما وقع في زمن الحديبية وهو بعد قصة تزوج أبي طلحة nindex.php?page=showalam&ids=11088بأم سليم بمدة ، ويمكن الجواب بأن ابتداء تزوج الكافر بالمسلمة كان سابقا على الآية ، والذي دلت عليه الآية الاستمرار ، فلذلك وقع التفريق بعد أن لم يكن ، ولا يحفظ بعد الهجرة أن مسلمة ابتدأت بتزوج كافر ، والله أعلم