قوله ( باب تزويج الثيبات ) جمع ثيبة بمثلثة ثم تحتانية ثقيلة مكسورة ثم موحدة ، ضد البكر .
قوله ( وقالت أم حبيبة قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : لا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن ) هذا طرف من حديث سيأتي موصولا بعد عشرة أبواب ، واستنبط المصنف الترجمة من قوله " بناتكن " لأنه خاطب بذلك نساءه فاقتضى أن لهن بنات من غيره فيستلزم أنهن ثيبات كما هـو الأكثر الغالب .
ذكر المصنف حديث جابر في قصة بعيره ، وقد تقدم شرحه في الشروط فيما يتعلق بذلك .
قوله ( ما يعجلك ) بضم أوله ، أي ما سبب إسراعك ؟
قوله ( كنت حديث عهد بعرس ) أي قريب عهد بالدخول على الزوجة . وفي رواية عطاء عن جابر في الوكالة " فلما دنونا من المدينة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام - أخذت أرتحل ، قال : أين تريد ؟ قلت : تزوجت " وفي رواية أبي عقيل عن أبي المتوكل عن جابر " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503285من أحب أن يتعجل إلى أهله فليتعجل " أخرجه مسلم .
قوله ( فهلا جارية ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17283وهب بن كيسان " أفلا جارية " وهما بالنصب أي فهلا تزوجت ؟ وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14302يعقوب الدورقي عن هشام بإسناد حديث الباب " هلا بكرا " ؟ وسيأتي قبيل أبواب الطلاق ، وكذا لمسلم من طريق عطاء عن جابر ، وهو معنى رواية محارب المذكورة في الباب بلفظ " العذارى " وهو جمع عذراء بالمد .
قوله ( تلاعبها وتلاعبك ) زاد في رواية النفقات " وتضاحكها وتضاحكك " وهو مما يؤيد أنه من اللعب ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل " فذكر نحو حديث جابر وقال فيه " وتعضها وتعضك " ووقع في رواية لأبي عبيدة " تذاعبها وتذاعبك " بالذال المعجمة بدل اللام ، وأما ما وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16883محارب بن دثار عن جابر ثاني حديثي الباب بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503288مالك وللعذارى ولعابها " فقد ضبطه الأكثر بكسر اللام وهو مصدر من الملاعبة أيضا ، يقال لاعب لعابا وملاعبة مثل قاتل قتالا ومقاتلة . ووقع في رواية المستملي بضم اللام والمراد به الريق ، وفيه إشارة إلى مص لسانها ورشف شفتيها ، وذلك يقع عند الملاعبة والتقبيل ، وليس هو ببعيد كما قال القرطبي ، ويؤيد أنه بمعنى آخر غير المعنى الأول قول شعبة في الباب أنه عرض ذلك على nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار فقال اللفظ الموافق للجماعة وفي رواية مسلم التلويح بإنكار عمرو رواية محارب بهذا اللفظ ولفظ " إنما قال جابر تلاعبها وتلاعبك " فلو كانت الروايتان متحدتين في المعنى لما أنكر عمرو ذلك لأنه كان ممن يجيز الرواية بالمعنى .
قوله ( فلما ذهبنا لندخل قال : أمهلوا حتى تدخلوا ليلا أي عشاء ) كذا هـنا ، ويعارضه الحديث الآخر الآتي قبل أبواب الطلاق " لا يطرق أحدكم أهله ليلا " وهو من طريق الشعبي عن جابر أيضا ، ويجمع بينهما أن الذي في الباب لمن علم مجيئه والعلم بوصوله ، والآتي لمن قدم بغتة . ويؤيده قوله في الطريق الأخرى " يتخونهم بذلك " وسيأتي مزيد بحث فيه هناك . وفي الحديث الحث على نكاح البكر ، وقد ورد بأصرح من ذلك عند ابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة عن أبيه عن جده بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=3503291عليكم بالأبكار ، فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما أي أكثر حركة ، والنتق بنون ومثناة الحركة ، ويقال أيضا للرمي ، فلعله يريد أنها كثيرة الأولاد . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث ابن مسعود نحوه وزاد " وأرض باليسير " ولا يعارضه الحديث السابق ، " عليكم بالولود " من جهة أن كونها بكرا لا يعرف به كونها كثيرة الولادة ، فإن الجواب عن ذلك أن البكر مظنة [ ص: 26 ] فيكون المراد بالولود من هي كثيرة الولادة بالتجربة أو بالمظنة ، وأما من جربت فظهرت عقيما وكذا الآيسة فالخبران متفقان على مرجوحيتهما . وفيه فضيلة لجابر لشفقته على أخواته وإيثاره مصلحتهن على حظ نفسه . ويؤخذ منه أنه إذا تزاحمت مصلحتان قدم أهمهما لأن النبي صلى الله عليه وسلم صوب فعل جابر ودعا له لأجل ذلك . ويؤخذ منه الدعاء لمن فعل خيرا وإن لم يتعلق بالداعي . وفيه سؤال الإمام أصحابه عن أمورهم ، وتفقده أحوالهم ، وإرشاده إلى مصالحهم وتنبيههم على وجه المصلحة ولو كان في باب النكاح وفيما يستحيا من ذكره . وفيه مشروعية خدمة المرأة زوجها ومن كان منه بسبيل من ولد وأخ وعائلة ، وأنه لا حرج على الرجل في قصده ذلك من امرأته وإن كان ذلك لا يجب عليها ، لكن يؤخذ منه أن العادة جارية بذلك ، فلذلك لم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم . وقوله في الرواية المتقدمة " خرقاء " بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء بعدها قاف ، هي التي لا تعمل بيدها شيئا ، وهي تأنيث الأخرق وهو الجاهل بمصلحة نفسه وغيره .
قوله ( تمتشط الشعثة ) بفتح المعجمة وكسر العين المهملة ثم مثلثة ، أطلق عليها ذلك لأن التي يغيب زوجها في مظنة عدم التزين .
قوله ( تستحد ) بحاء مهملة أي تستعمل الحديدة وهي الموسى . والمغيبة بضم الميم وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم موحدة مفتوحة أي التي غاب عنها زوجها ، والمراد إزالة الشعر عنها وعبر بالاستحداد لأنه الغالب استعماله في إزالة الشعر ، وليس في ذلك منع إزالته بغير الموسى ، والله أعلم .