[ ص: 69 ] قوله ( باب هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد ) أي فيحل له نكاحها بذلك ، وهذا يتناول صورتين : إحداهما مجرد الهبة من غير ذكر مهر ، والثانية العقد بلفظ الهبة . فالصورة الأولى ذهب الجمهور إلى بطلان النكاح ، وأجازه الحنفية nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، ولكن قالوا يجب مهر المثل ، وقال الأوزاعي : إن تزوج بلفظ الهبة وشرط أن لا مهر لم يصح النكاح . وحجة الجمهور قوله تعالى خالصة لك من دون المؤمنين فعدوا ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم وأنه يتزوج بلفظ الهبة بغير مهر في الحال ولا في المآل . وأجاب المجيزون عن ذلك بأن المراد أن الواهبة تختص به لا مطلق الهبة . والصورة الثانية ذهب الشافعية وطائفة إلى أن النكاح لا يصح إلا بلفظ النكاح أو التزويج ، لأنهما الصريحان اللذان ورد بهما القرآن والحديث . وذهب الأكثر إلى أنه يصح بالكنايات ، واحتج nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي لهم بالقياس على الطلاق فإنه يجوز بصرائحه وبكناياته مع القصد .
قوله ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17245هـشام ) هو ابن عروة عن أبيه ( قال كانت خولة ) هذا مرسل ، لأن عروة لم يدرك زمن القصة ، لكن السياق يشعر بأنه حمله عن عائشة . وقد ذكر المصنف عقب هذه الطريق رواية من صرح فيه بذكر عائشة تعليقا ، وقد تقدم في تفسير الأحزاب من طريق أبي أسامة عن هشام كذلك موصولا .
قوله ( بنت حكيم ) أي ابن أمية بن الأوقص السلمية ، وكانت زوج عثمان بن مظعون ، وهي من السابقات إلى الإسلام ، وأمها من بني أمية .
قوله ( من اللائي وهبن ) وكذا وقع في رواية أبي أسامة المذكورة " قالت كنت أغار من اللائي وهبن أنفسهن " وهذا يشعر بتعدد الواهبات وقد تقدم تفسيرهن في تفسير سورة الأحزاب ، ووقع في رواية أبي سعيد المؤدب الآتي ذكرها في المعلقات عن عروة عن عائشة " قالت التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=10683خولة بنت حكيم " وهذا محمول على تأويل أنها السابقة إلى ذلك ، أو نحو ذلك من الوجوه التي لا تقتضي الحصر المطلق .
قوله ( فقالت عائشة : أما تستحي المرأة أن تهب نفسها ) وفي رواية محمد بن بشر الموصولة عن عائشة أنها كانت تعير اللائي وهبن أنفسهن .
قوله ( أن تهب نفسها ) زاد في رواية محمد بن بشر " بغير صداق " .
قوله ( فلما نزلت : ترجي من تشاء في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة بن سليمان فأنزل الله ترجي وهذا أظهر في أن نزول الآية بهذا السبب ، قال القرطبي حملت عائشة على هذا التقبيح الغيرة التي طبعت عليها النساء وإلا فقد علمت أن الله أباح لنبيه ذلك وأن جميع النساء لو ملكن له رقهن لكان قليلا .
قوله ( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ) في رواية محمد بن بشر " إني لأرى ربك يسارع لك في هواك " أي في رضاك ، قال القرطبي : هذا قول أبرزه الدلال والغيرة ، وهو من نوع قولها ما أحمدكما ولا أحمد إلا الله ، وإلا فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تحمل على ظاهره ، لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يفعل بالهوى ، ولو قالت إلى مرضاتك لكان أليق ، ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك .
قوله ( رواه أبو سعيد المؤدب nindex.php?page=showalam&ids=16925ومحمد بن بشر وعبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة يزيد بعضهم على [ ص: 70 ] بعض ) أما رواية أبي سعيد واسمه محمد بن مسلم بن أبي الوضاح فوصلها ابن مردويه في التفسير nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من طريق منصور بن أبي مزاحم عنه مختصرا كما نبهت عليه " قالت التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=10683خولة بنت حكيم " حسب ، وأما رواية محمد بن بشر فوصلها الإمام أحمد عنه بتمام الحديث ، وقد بينت ما فيه من زيادة وفائدة ، وأما رواية عبدة وهو ابن سليمان فوصلها مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من طريقه وهي نحو رواية محمد بن بشر