قوله : ( باب الصلاة إلى الأسطوانة ) أي السارية ، وهي بضم الهمزة وسكون السين المهملة وضم الطاء بوزن أفعوانة على المشهور ، وقيل بوزن فعلوانة ، والغالب أنها تكون من بناء ، بخلاف العمود فإنه من حجر واحد . قال ابن بطال : لما تقدم أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي إلى الحربة ، كانت الصلاة إلى الأسطوانة أولى ; لأنها أشد سترة .
قلت : لكن أفاد ذكر ذلك التنصيص على وقوعه والنص أعلى من الفحوى .
قوله : ( وقال عمر ) هذا التعليق وصله ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=14171والحميدي من طريق همدان - وهو بفتح الهاء وسكون الميم وبالدال المهملة وكان بريد عمر ، أي رسوله إلى أهل اليمن - عن عمر به . ووجه الأحقية أنهما مشتركان في الحاجة إلى السارية المتخذة إلى الاستناد والمصلى لجعلها سترة ، لكن المصلي في عبادة محققة فكان أحق .
قوله : ( ورأى ابن عمر ) كذا ثبت في رواية أبي ذر والأصيلي وغيرهما ، وعند بعض الرواة " ورأى عمر " بحذف ابن وهو أشبه بالصواب ، فقد رواه ابن أبي شيبة من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17112معاوية بن قرة بن إياس المزني عن أبيه وله صحبة قال " رآني عمر وأنا أصلي " فذكر مثله سواء لكن زاد " فأخذ بقفاي " . وعرف بذلك تسمية المبهم المذكور في التعليق . وأراد عمر بذلك أن تكون صلاته إلى سترة ، وأراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بإيراد أثر عمر هذا أن المراد بقول سلمة " يتحرى الصلاة عندها " أي إليها ، وكذا قول أنس " يبتدرون السواري " أي يصلون إليها .
قوله : ( حدثنا المكي ) هو ابن إبراهيم كما ثبت عند الأصيلي وغيره وهذا ثالث ثلاثيات nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وقد ساوى فيه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري شيخه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، فإنه أخرجه في مسنده عن مكي بن إبراهيم .
[ ص: 688 ] قوله : ( التي عند المصحف ) هذا دال على أنه كان للمصحف موضع خاص به ، ووقع عند مسلم بلفظ " يصلي وراء الصندوق " وكأنه كان للمصحف صندوق يوضع فيه ، والأسطوانة المذكورة حقق لنا بعض مشايخنا أنها المتوسطة في الروضة المكرمة ، وأنها تعرف بأسطوانة المهاجرين . قال : وروي عن عائشة أنها كانت تقول " لو عرفها الناس لاضطربوا عليها بالسهام " وأنها أسرتها إلى ابن الزبير فكان يكثر الصلاة عندها . ثم وجدت ذلك في تاريخ المدينة لابن النجار وزاد " أن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها " وذكره قبله محمد بن الحسن في أخبار المدينة .
قوله : ( يا أبا مسلم ) هي كنية سلمة ، و " يتحرى " أي يقصد .