وأقوى من ذلك ما أخرجه أصحاب السنن وصححه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503466كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفأ إنسانا قال : بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير " وقوله " رفأ " بفتح الراء وتشديد الفاء مهموز معناه دعا له في موضع قولهم بالرفاء والبنين ، وكانت كلمة تقولها أهل الجاهلية فورد النهي عنها كما روى nindex.php?page=showalam&ids=15549بقي بن مخلد من طريق غالب عن الحسن عن رجل من بني تميم قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503467كنا نقول في الجاهلية بالرفاء والبنين " فلما جاء الإسلام علمنا نبينا قال : قولوا بارك الله لكم وبارك فيكم وبارك عليكم " ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من طريق أخرى عن الحسن عن عقيل بن أبي [ ص: 130 ] طالب أنه " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503468قدم البصرة فتزوج امرأة فقالوا له : بالرفاء والبنين ، فقال : لا تقولوا هكذا وقولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم بارك لهم وبارك عليهم " ورجاله ثقات إلا أن الحسن لم يسمع من عقيل فيما يقال ودل حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة على أن اللفظ كان مشهورا عندهم غالبا حتى سمي كل دعاء للمتزوج ترفئة ، واختلف في علة النهي عن ذلك فقيل لأنه لا حمد فيه ولا ثناء ولا ذكر لله ، وقيل لما فيه من الإشارة إلى بغض البنات لتخصيص البنين بالذكر ، وأما الرفاء فمعناه الالتئام من رفأت الثوب ورفوته رفوا ورفاء وهو دعاء للزوج بالالتئام والائتلاف فلا كراهة فيه ، وقال ابن المنير : الذي يظهر أنه صلى الله عليه وسلم كره اللفظ لما فيه من موافقة الجاهلية لأنهم كانوا يقولونه تفاؤلا لا دعاء ، فيظهر أنه لو قيل للمتزوج بصورة الدعاء لم يكره كأن يقول : اللهم ألف بينهما وارزقهما بنين صالحين مثلا ، أو ألف الله بينكما ورزقكما ولدا ذكرا ونحو ذلك .
وأما ما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق عمر بن قيس الماضي قال " شهدت شريحا وأتاه رجل من أهل الشام فقال : إني تزوجت امرأة ، فقال بالرفاء والبنين " الحديث ، وأخرجه عبد الرزاق من طريق عدي بن أرطاة قال " حدثت شريحا أني تزوجت امرأة فقال : بالرفاء والبنين " فهو محمول على أن شريحا لم يبلغه النهي عن ذلك ، ودل صنيع المؤلف على أن الدعاء للمتزوج بالبركة هو المشروع ، ولا شك أنها لفظة جامعة يدخل فيها كل مقصود من ولد وغيره ، ويؤيد ذلك ما تقدم من حديث جابر nindex.php?page=hadith&LINKID=3503469أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له تزوجت بكرا أو ثيبا " قال له بارك الله لك " والأحاديث في ذلك معروفة .