قوله ( باب من أجاب إلى كراع ) بضم الكاف وتخفيف الراء وآخره عين مهملة : هو مستدق الساق من الرجل ومن حد الرسغ من اليد ، وهو من البقر والغنم بمنزلة الوظيف من الفرس والبعير ، وقيل الكراع ما دون الكعب من الدواب ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : كراع كل شيء طرفه .
قوله ( حدثنا عبدان ) هو عبد الله بن عثمان ، وأبو حمزة بالمهملة والزاي هو اليشكري .
قوله ( عن أبي حازم ) تقدم في الهبة من رواية شعبة عن الأعمش ، وهو لا يروي عن مشايخه إلا ما ظهر له سماعهم فيه وأبو حازم هذا هـو سلمان بسكون اللام مولى عزة بفتح المهملة وتشديد الزاي ، ووهم من زعم أنه nindex.php?page=showalam&ids=11974سلمة بن دينار الراوي عن سهل بن سعد المقدم ذكره قريبا ، فإنهما وإن كانا مدنيين لكن راوي حديث الباب أكبر من ابن دينار .
قوله ( ولو أهدي إلي كراع لقبلت ) كذا للأكثر من أصحاب الأعمش ، وتقدم في الهبة من طريق شعبة عن الأعمش بلفظ " ذراع وكراع " بالتغيير ، والذراع أفضل من الكراع ، وفي المثل " أنفق العبد كراعا وطلب ذراعا " وقد زعم بعض الشراح وكذا وقع nindex.php?page=showalam&ids=14847للغزالي أن المراد بالكراع في هذا الحديث المكان المعروف بكراع الغميم بفتح المعجمة هو موضع بين مكة والمدينة تقدم ذكره في المغازي ، وزعم أنه أطلق ذلك على سبيل المبالغة في الإجابة ولو بعد المكان ، لكن المبالغة في الإجابة مع حقارة الشيء أوضح في المراد ، ولهذا ذهب الجمهور إلى أن المراد بالكراع هنا كراع الشاة ، وقد تقدم توجيه ذلك في أوائل الهبة في حديث " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503511يا نساء المسلمات ، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة " وأغرب nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي في " الإحياء " فذكر الحديث بلفظ " ولو دعيت إلى كراع الغميم " ولا أصل لهذه الزيادة . وقد أخرج الترمذي من حديث أنس وصححه مرفوعا لو أهدي إلي كراع لقبلت ، ولو دعيت لمثله لأجبت وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث أم حكيم بنت وادع أنها " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503512قالت يا رسول الله أتكره الهدية ؟ فقال : ما أقبح رد الهدية " فذكر الحديث ، ويستفاد سببه من هذه الرواية . وفي الحديث دليل على حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وتواضعه وجبره لقلوب الناس ، وعلى قبول الهدية وإجابة من يدعو الرجل إلى منزله ولو علم أن الذي يدعوه إليه شيء قليل ، قال المهلب : لا يبعث على الدعوة إلى الطعام إلا صدق المحبة وسرور الداعي بأكل المدعو من طعامه والتحبب إليه بالمؤاكلة وتوكيد الذمام معه بها ، فلذلك حض صلى الله عليه وسلم على الإجابة ولو نزر المدعو إليه . وفيه الحض على المواصلة والتحاب والتآلف ، وإجابة الدعوة لما قل أو كثر ، وقبول [ ص: 155 ] الهدية كذلك