[ ص: 157 ] قوله ( حدثنا عبد الرحمن بن المبارك ) هو العيشي بالتحتانية والشين ، وليس هو أخا nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك المشهور ، nindex.php?page=showalam&ids=16501وعبد الوارث هو ابن سعيد ، والإسناد كله بصريون .
قوله ( فقام ممتنا ) بضم الميم بعدها ميم ساكنة ومثناة مفتوحة ونون ثقيلة بعدها ألف ، أي قام قياما قويا ، مأخوذ من المنة بضم الميم وهي القوة ، أي قام إليهم مسرعا مشتدا في ذلك فرحا بهم ، وقال أبو مروان بن سراج ورجحه القرطبي أنه من الامتنان لأن من قام له النبي صلى الله عليه وسلم وأكرمه بذلك فقد امتن عليه بشيء لا أعظم منه ، قال : ويؤيده قوله بعد ذلك " أنتم أحب الناس إلي " ونقل ابن بطال عن القابسي قال : قوله ( ممتنا " يعني متفضلا عليهم بذلك ، فكأنه قال : يمتن عليهم بمحبته . ووقع في رواية أخرى " متينا " بوزن عظيم ، أي قام قياما مستويا منتصبا طويلا ، ووقع في رواية ابن السكن " فقام يمشي " قال عياض : وهو تصحيف .
قلت : ويؤيد التأويل الأول ما تقدم في " فضائل الأنصار " عن أبي معمر عن عبد الوارث بسند حديث الباب بلفظ " فقام ممثلا " بضم أوله وسكون الميم الثانية بعدها مثلثة مكسورة وقد تفتح ، وضبط أيضا بفتح الميم الثانية وتشديد المثلثة والمعنى منتصبا قائما ، قال ابن التين : كذا وقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، والذي في اللغة : مثل بفتح أوله وضم المثلثة وبفتحها قائما يمثل بضم المثلثة مثولا فهو ماثل إذا انتصب قائما ، قال عياض : وجاء هنا ممثلا يعني بالتشديد أي مكلفا نفسه ذلك اهــ . ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان عن إبراهيم بن الحجاج عن عبد الوارث " فقام النبي صلى الله عليه وسلم لهم مثيلا " بوزن عظيم وهو فعيل من ماثل ، وعن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم ابن الحجاج مثله وزاد " يعني ماثلا " .