قوله ( باب ما ينهى من دخول المتشبهين على المرأة ) أي بغير إذن زوجها وحيث تكون مسافرة مثلا .
قوله ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة ) هو ابن سليمان ( عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام ) هو ابن عروة " عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة ) في رواية سفيان " عن هشام في غزوة الطائف عن أمها أم سلمة " هكذا قال أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة وهو المحفوظ وسيأتي في اللباس من طريق زهير بن معاوية " عن هشام أن عروة أخبره أن nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أم سلمة أخبرته أن أم سلمة أخبرتها " وخالفهم حماد بن سلمة عن هشام فقال عن أبيه عن عمرو بن أبي سلمة " وقال معمر " عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة " ورواه معمر أيضا عن الزهري عن عروة ، وأرسله مالك فلم يذكر فوق عروة أحدا أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، ورواية معمر عن الزهري عند مسلم وأبي داود أيضا .
قوله ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها وفي البيت ) أي التي هي فيه .
قوله ( فقال لأخي أم سلمة ) تقدم شرح حاله في غزوة الطائف ، ووقع في مرسل ابن المنكدر أنه قال ذلك لعبد الرحمن بن أبي بكر فيحمل على تعدد القول منه لكل منهما : لأخي عائشة ولأخي أم سلمة . والعجب أنه لم يقدر أن المرأة الموصوفة حصلت لواحد منهما ، لأن الطائف لم يفتح حينئذ ، وقتل عبد الله بن أبي أمية في حال الحصار ، ولما أسلم غيلان بن سلمة وأسلمت بنته بادية تزوجها عبد الرحمن بن عوف فقدر أنها استحيضت عنده وسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المستحاضة ، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في كتاب الطهارة ، وتزوج عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي وقصته معها مشهورة ، وقد وقع حديث في nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص أنه خطب امرأة بمكة فقال : من يخبرني عنها ؟ فقال مخنث يقال له هيت : أنا أصفها لك . فهذه قصص وقعت لهيت .
قوله ( إن فتح الله لكم الطائف غدا ) وقع في رواية أبي أسامة عن هشام في أوله " وهو محاصر الطائف يومئذ " وقد تقدم ذلك في غزوة الطائف واضحا .
[ ص: 247 ] قوله ( فعليك ) هو إغراء معناه احرص على تحصيلها والزمها .
قوله ( غيلان ) في رواية حماد بن سلمة " لو قد فتحت لكم الطائف لقد أريتك بادية بنت غيلان " واختلف في ضبط بادية فالأكثر بموحدة ثم تحتانية وقيل بنون بدل التحتانية حكاه أبو نعيم ، ولبادية ذكر في المغازي ، ذكر ابن إسحاق أن nindex.php?page=showalam&ids=10683خولة بنت حكيم قالت للنبي صلى الله عليه وسلم إن فتح الله عليك الطائف أعطني حلي بادية بنت غيلان وكانت من أحلى نساء ثقيف ، وغيلان هو ابن سلمة بن معتب بمهملة ثم مثناة ثقيلة ثم موحدة ابن مالك الثقفي ، وهو الذي أسلم وتحته عشر نسوة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يختار أربعا ، وكان من رؤساء ثقيف وعاش إلى أواخر خلافة عمر رضي الله عنه .
قوله ( تقبل بأربع وتدبر بثمان ) قال ابن حبيب عن مالك معناه أن أعكانها ينعطف بعضها على بعض وهي في بطنها أربع طرائق وتبلغ أطرافها إلى خاصرتها في كل جانب أربع ، ولإرادة العكن ذكر الأربع والثمان . فلو أراد الأطراف لقال بثمانية . ثم رأيت في " باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت " عقب هذا الحديث من وجه آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة في غير رواية أبي ذر : قال أبو عبد الله تقبل بأربع يعني بأربع عكن ببطنها فهي تقبل بهن ، وقوله وتدبر بثمان يعني أطراف هذه العكن الأربع لأنها محيطة بالجنب حين يتجعد . ثم قال : وإنما قال بثمان ولم يقل بثمانية - وواحد الأطراف مذكر - لأنه لم يقل ثمانية أطراف اهـ . وحاصله أن لقوله ثمان بدون الهاء توجيهين إما لكونه لم يصرح بلفظ الأطراف وإما لأنه أراد العكن ، وتفسير مالك المذكور تبعه فيه الجمهور ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : يريد أن لها في بطنها أربع عكن فإذا أقبلت رؤيت مواضعها بارزة متكسرا بعضها على بعض وإذا أدبرت كانت أطراف هذه العكن الأربع عند منقطع جنبيها ثمانية . وحاصله أنه وصفها بأنها مملوءة البدن بحيث يكون لبطنها عكن وذلك لا يكون إلا للسمينة من النساء ، وجرت عادة الرجال غالبا في الرغبة فيمن تكون بتلك الصفة ، وعلى هذا فقوله في حديث سعد " إن أقبلت قلت تمشي بست ، وإن أدبرت قلت تمشي بأربع " كأنه يعني يديها ورجليها وطرفي ذاك منها مقبلة ورد فيها مدبرة ، وإنما نقص إذا أدبرت لأن الثديين يحتجبان حينئذ . وذكر ابن الكلبي في الصفة المذكورة زيادة بعد قوله وتدبر بثمان " بثغر كالأقحوان ، إن قعدت تثنت ، وإن تكلمت تغنت ، وبين رجليها مثل الإناء المكفوء ، مع شعر آخر . وزاد المديني من طريق يزيد بن رومان عن عروة مرسلا في هذه القصة " أسفلها كثيب وأعلاها عسيب " .
قوله ( فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخلن هذا عليكم ) في رواية الكشميهني " عليكن " وهي رواية مسلم ، وزاد في آخر رواية الزهري عن عروة عن عائشة " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا أرى هذا يعرف ما هـهنا لا يدخل عليكن . قالت فحجبوه " وزاد أبو يعلى في روايته من طريق يونس عن الزهري في آخره " وأخرجه فكان بالبيداء يدخل كل يوم جمعة يستطعم ، وزاد ابن الكلبي في حديثه " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503650فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد غلغلت النظر إليها يا عدو الله . ثم أجلاه عن المدينة إلى الحمى " ووقع في حديث سعد الذي أشرت إليه " إنه خطب امرأة بمكة ، فقال هيت : أنا أنعتها لك : إذا أقبلت قلت تمشي بست ، وإذا أدبرت قلت تمشي بأربع . وكان يدخل على سودة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أراه إلا منكرا فمنعه . ولما قدم المدينة نفاه " وفي رواية يزيد بن رومان المذكورة " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503651فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما لك قاتلك الله ، إن كنت لأحسبك من غير أولي الإربة من الرجال ، وسيره إلى خاخ " بمعجمتين وقد ضبطت في حديث علي في قصة المرأة التي حملت كتاب حاطب إلى قريش ، قال المهلب : إنما حجبه عن الدخول إلى النساء لما سمعه يصف المرأة بهذه الصفة التي تهيج [ ص: 248 ] قلوب الرجال فمنعه لئلا يصف الأزواج للناس فيسقط معنى الحجاب اهـ ، وفي سياق الحديث ما يشعر بأنه حجبه لذاته أيضا لقوله " لا أرى هذا يعرف ما هـهنا " ولقوله " وكانوا يعدونه من غير أولي الإربة ، فلما ذكر الوصف المذكور دل على أنه من أولي الإربة فنفاه لذلك " ويستفاد منه حجب النساء عمن يفطن لمحاسنهن ، وهذا الحديث أصل في إبعاد من يستراب به في أمر من الأمور ، قال المهلب : وفيه حجة لمن أجاز بيع العين الموصوفة بدون الرؤية لقيام الصفة مقام الرؤية في هذا الحديث ، وتعقبه ابن المنير بأن من اقتصر في بيع جارية على ما وقع في الحديث من الصفة لم يكف في صحة البيع اتفاقا فلا دلالة فيه . قلت : إنما أراد المهلب أنه يستفاد منه أن الوصف يقوم مقام الرؤية فإذا استوعب الوصف حتى قام مقام الرؤية المعتبرة أجزأ ، هذا مراده ، وانتزاعه من الحديث ظاهر . وفي الحديث أيضا تعزير من يتشبه بالنساء بالإخراج من البيوت والنفي إذا تعين ذلك طريقا لردعه ، وظاهر الأمر وجوب ذلك ، وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء من قاصد مختار حرام اتفاقا ، وسيأتي لعن من فعل ذلك في كتاب اللباس .