قوله ( باب لا يطرق أهله ليلا إذا أطال الغيبة مخافة أن يتخونهم أو يلتمس عثراتهم ) كذا بالميم في " يتخونهم وعثراتهم " وقال ابن التين الصواب بالنون فيهما ، قلت : بل ورد في الصحيح بالميم فيهما على ما سأذكره وتوجيهه ظاهر ، وهذه الترجمة لفظ الحديث الذي أورده في الباب في بعض طرقه ، لكن اختلف في إدراجه فاقتصر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على القدر المتفق على رفعه واستعمل بقيته في الترجمة ، فقد جاء من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن محارب عن جابر قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503655نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يطلب عثراتهم " أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عنه وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من رواية أبي نعيم عن سفيان كذلك ، وأخرجه أبو عوانة من وجه آخر عن سفيان كذلك ، وأخرجه مسلم من رواية عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به لكن قال في آخره " قال سفيان : لا أدري هذا في الحديث أم لا " يعني " يتخونهم أو يطلب عثراتهم " ثم ساقه مسلم من رواية شعبة عن محارب مقتصرا على المرفوع كرواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وقوله " عثراتهم بفتح المهملة والمثلثة جمع عثرة وهي الزلة ، ووقع عند أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي في رواية من طريق أخرى عن الشعبي عن جابر بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=3503656لا تلجوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم
قوله ( يكره أن يأتي الرجل أهله طروقا ) في حديث أنس " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503657أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلا ، وكان يأتيهم غدوة أو عشية " أخرجه مسلم ، قال أهل اللغة : الطروق بالضم المجيء بالليل من سفر أو من غيره على غفلة ، ويقال لكل آت بالليل طارق ولا يقال بالنهار إلا مجازا كما تقدم تقريره في أواخر الحج في [ ص: 252 ] الكلام على الرواية الثانية حيث قال لا يطرق أهله ليلا ، ومنه حديث " طرق عليا وفاطمة " وقال بعض أهل اللغة : أصل الطروق الدفع والضرب ، وبذلك سميت الطريق لأن المارة تدقها بأرجلها ، وسمى الآتي بالليل طارقا لأنه يحتاج غالبا إلى دق الباب ، وقيل أصل الطروق السكون ومنه أطرق رأسه ، فلما كان الليل يسكن فيه سمى الآتي فيه طارقا .