[ ص: 269 ] قوله ( باب من طلق ، وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق ) كذا للجميع وحذف ابن بطال من الترجمة قوله " من طلق " فكأنه لم يظهر له وجهه ، وأظن المصنف قصد إثبات مشروعية جواز الطلاق وحمل حديث " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503694أبغض الحلال إلى الله الطلاق " على ما إذا وقع من غير سبب ، وهو حديث أخرجه أبو داود وغيره ، وأعل بالإرسال ، وأما المواجهة فأشار إلى أنها خلاف الأولى لأن ترك المواجهة أرفق وألطف إلا إن احتيج إلى ذكر ذلك . ثم ذكر المصنف في الباب ثلاثة أحاديث .
أحدها حديث عائشة .
قوله ( إن ابنة الجون ) زاد في نسخة الصغاني " الكلبية " وهو بعيد على ما سأبينه ، ووقع في " كتاب الصحابة لأبي نعيم " من طريق عبيد بن القاسم عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503695عن عائشة أن nindex.php?page=showalam&ids=12315عمرة بنت الجون تعوذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أدخلت عليه ، قال : لقد عذت بمعاذ " الحديث . وعبيد متروك . والصحيح أن اسمها أميمة بنت النعمان بن شراحيل كما في حديث أبي أسيد ، وقال مرة : أميمة بنت شراحيل فنسبت لجدها ، وقيل اسمها أسماء كما سأبينه في حديث أبي أسيد مع شرحه مستوفى ، وروى ابن سعد عن الواقدي عن ابن أخي الزهري عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503696تزوج النبي صلى الله عليه وسلم الكلابية " فذكر مثل حديث الباب ، وقوله الكلابية غلط وإنما هي الكندية ، فكأنما الكلمة تصحفت . نعم للكلابية قصة أخرى ذكرها ابن سعد أيضا بهذا السند إلى الزهري وقال : اسمها فاطمة بنت الضحاك بن سفيان ، فاستعاذت منه فطلقها ، فكانت تلقط البعر وتقول : أنا الشقية . قال وتوفيت سنة ستين . ومن طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده " أن الكندية لما وقع التخيير اختارت قومها ففارقها ، فكانت تقول : أنا الشقية " . ومن طريق سعيد بن أبي هند أنها استعاذت منه فأعاذها . ومن طريق الكلبي اسمها العالية بنت ظبيان بن عمرو ، وحكى ابن سعد أيضا أن اسمها عمرة بنت يزيد بن عبيد ، وقيل بنت يزيد بن الجون . وأشار ابن سعد إلى أنها [ ص: 270 ] واحدة اختلف في اسمها ، والصحيح أن التي استعاذت منه هي الجونية . وروى ابن سعد من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال : لم تستعذ منه امرأة غيرها . قلت : وهو الذي يغلب على الظن ، لأن ذلك إنما وقع للمستعيذة بالخديعة المذكورة فيبعد أن تخدع أخرى بعدها بمثل ما خدعت به بعد شيوع الخبر بذلك . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : أجمعوا على أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج الجونية . واختلفوا في سبب فراقه فقال قتادة : لما دخل عليها دعاها فقالت : تعالى أنت . فطلقها . وقيل كان بها وضح كالعامرية قال وزعم بعضهم أنها قالت أعوذ بالله منك فقال قد عذت بمعاذ وقد أعاذك الله مني فطلقها . قال وهذا باطل إنما قال له هذا امرأة من بني العنبر وكانت جميلة فخاف نساؤه أن تغلبهن عليه فقلن لها إنه يعجبه أن يقال له نعوذ بالله منك ففعلت فطلقها ، كذا قال ، وما أدري لم حكم ببطلان ذلك مع كثرة الروايات الواردة فيه وثبوته في حديث عائشة في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وسيأتي مزيد لذلك في الحديث الذي بعده . والقول الذي نسبه لقتادة ذكر مثله أبو سعيد النيسابوري عن شرقي بن قطامي .
قوله ( رواه حجاج بن أبي منيع عن جده ) هو حجاج بن يوسف بن أبي منيع وأبو منيع هو عبيد الله بن أبي زياد الوصافي بفتح الواو وتشديد المهملة وبالفاء وكان يكون بحلب ، ولم يخرج له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلا معلقا وكذا لجده . وهذه الطريق وصلها الذهلي في " الزهريات " ورواه ابن أبي ذئب أيضا عن الزهري نحوه وزاد في آخره " قال الزهري جعلها تطليقة " أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، وقوله " الحقي بأهلك " بكسر الألف من الحقي وفتح الحاء بخلاف قوله في الحديث الثاني ألحقها فإنه بفتح الهمزة وكسر الحاء . ثانيها .