[ ص: 364 ] قوله ( باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت راجما بغير بينة ) أي من أنكر ، وإلا فالمعترف أيضا يرجم .
قوله ( عن nindex.php?page=showalam&ids=17316يحيى بن سعيد ) هو الأنصاري .
قوله ( عن عبد الرحمن بن القاسم ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد " أخبرني عبد الرحمن بن القاسم " وسيأتي بعد ستة أبواب .
قوله ( عن nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد ) أي ابن أبي بكر الصديق وهو والد عبد الرحمن راويه عنه ، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " عن أبيه " .
قوله ( عن ابن عباس أنه ذكر التلاعن ) يعني أنه قال ذكر فحذف لفظ " قال " وصرح بذلك في رواية سليمان الآتية ، وقوله " ذكر " بضم أوله على البناء للمجهول ، وقوله " التلاعن " وقع في رواية سليمان " المتلاعنان " والمراد ذكر حكم الرجل يرمي امرأته بالزنا فعبر عنه بالتلاعن باعتبار ما آل إليه الأمر بعد نزول الآية .
قوله ( فقال عاصم بن عدي في ذلك قولا ثم انصرف ) قال الكرماني : معنى قوله " قولا " أي كلاما لا يليق به كعجب النفس والنخوة والمبالغة في الغيرة وعدم المرد إلى إرادة الله وقدرته . قلت : وكل ذلك بمعزل عن الواقع ، وإنما المراد بقول عاصم ما تقدم في حديث سهل بن سعد أنه سأل عن الحكم الذي أمره عويمر أن يسأل له عنه . وإنما جزمت بذلك لأنه تبين لي أن حديثي سهل بن سعد nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس من رواية nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد عنه في قصة واحدة ، بخلاف رواية عكرمة عن ابن عباس فإنها في قصة أخرى كما تقدم في تفسير النور عن nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر أن القاسم روى قصة اللعان عن ابن عباس كما رواه سهل بن سعد وغيره في أن الملاعن عويمر ، وبينت هناك توجيهه ، وعلى هذا فالقول المبهم عن عاصم في رواية القاسم هذه هو قوله " أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه " ؟ الحديث ، ولا مانع أن يروي ابن عباس القصتين معا ، ويؤيد التعدد اختلاف السياقين وخلو أحدهما عما وقع في الآخر وما وقع بين القصتين من المغايرة كما أبينه .
قوله ( فأتاه رجل من قومه ) هو عويمر كما تقدم ، ولا يمكن تفسيره بهلال بن أمية لأنه لا قرابة بينه وبين عاصم ، لأنه هلال بن أمية بن عامر بن عبد قيس من بني واقف ، وهو مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس ، فلا يجتمع مع بني عمرو بن عوف الذي ينتهي عاصم إلى حلفهم إلا في nindex.php?page=showalam&ids=16870مالك بن الأوس لأن عمرو بن عوف هو ابن مالك .
قوله ( فقال عاصم ما ابتليت بهذا إلا لقولي ) تقدم بيان المراد من ذلك ، لأن عويمر بن عمرو كانت تحته بنت عاصم أو بنت أخيه فلذلك أضاف ذلك إلى نفسه بقوله " ما ابتليت " وقوله " إلا بقولي " أي بسؤالي عما لم يقع ، كأنه قال فعوقبت بوقوع ذلك في آل بيتي ، وزعم الداودي أن معناه أنه قال مثلا لو وجدت أحدا يفعل ذلك لقتلته ، أو عير أحدا بذلك فابتلي به ، وكلامه أيضا بمعزل عن الواقع ، فقد وقع في مرسل مقاتل بن حيان عند ابن أبي حاتم " فقال عاصم : إنا لله وإنا إليه راجعون ، هذا والله بسؤالي عن هذا الأمر بين الناس فابتليت به " والذي كان قال " لو رأيته لضربته بالسيف " هو سعد بن عبادة كما تقدم في " باب الغيرة " وقد أورد الطبري من طريق أيوب عن عكرمة مرسلا ، ووصله ابن مردويه بذكر ابن عباس قال " لما نزلت والذين يرمون المحصنات [ ص: 365 ] قال سعد بن عبادة : إن أنا رأيت لكاع يفجر بها رجل " فذكر القصة وفيه " فوالله ما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية فذكر قصته ، وهو عند أبي داود في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16292عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس ، فوضح أن قول عاصم كان في قصة عويمر وقول سعد بن عبادة كان في قصة هلال ، فالكلامان مختلفان ، وهو مما يؤيد تعدد القصة ، ويؤيد التعدد أيضا أنه وقع في آخر حديث ابن عباس عند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم " قال ابن عباس : فما كان بالمدينة أكثر غاشية منه " وعند أبي داود وغيره " قال عكرمة : فكان بعد ذلك أميرا على مصر وما يدعى لأب " فهذا يدل على أن ولد الملاعنة عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم زمانا ، وقوله " على مصر " أي من الأمصار ، وظن بعض شيوخنا أنه أراد مصر البلد المشهور فقال : فيه نظر ، لأن أمراء مصر معروفون معدودون ليس فيهم هذا ، ووقع في حديث عبد الله بن جعفر عند ابن سعد في " الطبقات " أن ولد الملاعنة عاش بعد ذلك سنتين ومات ، فهذا أيضا مما يقوي التعدد والله أعلم .
قوله ( وكان ذلك الرجل ) أي الذي رمى امرأته .
قوله ( مصفرا ) بضم أوله وسكون الصاد المهملة وفتح الفاء وتشديد الراء ، أي قوي الصفرة ، وهذا لا يخالف قوله في حديث سهل أنه كان أحمر أو أشقر لأن ذاك لونه الأصلي والصفرة عارضة ، وقوله قليل اللحم أي نحيف الجسم ، وقوله سبط الشعر بفتح المهملة وكسر الموحدة هو ضد الجعودة .
قوله ( وكان الذي ادعى عليه أنه وجده عند أهله آدم ) بالمد أي لونه قريب من السواد .
قوله ( خدلا ) بفتح المعجمة ثم المهملة وتشديد اللام أي ممتلئ الساقين ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417أبو الحسين بن فارس " ممتلئ الأعضاء " ، وقال الطبري : لا يكون إلا مع غلظ العظم مع اللحم .
قوله ( كثير اللحم ) أي في جميع جسده . يحتمل أن تكون صفة شارحة لقوله " خدلا " بناء على أن الخدل الممتلئ البدن ، وأما على قول من قال أنه الممتلئ الساق فيكون فيه تعميم بعد تخصيص ، وزاد في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال الآتية " جعدا قططا " وقد تقدم تفسيره في شرح حديث سهل قريبا ، وهذه الصفة موافقة للتي في حديث سهل بن سعد حيث فيه " عظيم الأليتين خدلج الساقين إلخ " .
قوله ( فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم بين ) يأتي الكلام عليه بعد أربعة أبواب .
قوله ( فجاءت ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال " فوضعت " .
قوله ( فلاعن النبي صلى الله عليه وسلم بينهما ) هذا ظاهره أن الملاعنة بينهما تأخرت حتى وضعت فيحمل على أن قوله " فلاعن " معقب بقوله فذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي وجد عليه امرأته ، واعترض قوله " وكان ذلك الرجل إلخ " والحامل على ذلك ما قدمناه من الأدلة على أن رواية القاسم هذه موافقة لحديث سهل بن سعد .
قوله ( لو كنت راجما بغير بينة ) تمسك به من قال إن نكول المرأة عن اللعان لا يوجب عليها الحد ، وهو قول الأوزاعي وأصحاب الرأي ، واحتجوا بأن الحدود لا تثبت بالنكول ، وبأن قوله صلى الله عليه وسلم لو كنت راجما لم يقع بسبب اللعان فقط . وقال أحمد : إذا امتنعت تحبس ، وأهاب أن أقول ترجم ، لأنها لو أقرت صريحا ثم رجعت لم ترجم فكيف ترجم إذا أبت الالتعان .
[ ص: 366 ] قوله ( فقال رجل nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس في المجلس ) يأتي بيانه في " باب قول الإمام اللهم بين " قريبا .
قوله ( قال أبو صالح وعبد الله بن يوسف : آدم خدلا ) يعني بسكون الدال ويقال بفتحها مخففا في الوجهين وبالسكون ذكره أهل اللغة . وأبو صالح هذا هـو عبد الله بن صالح كاتب الليث ، وقد وقع في بعض النسخ عن أبي ذر " وقال لنا أبو صالح " ورواية عبد الله بن يوسف وصلها المؤلف في الحدود