[ ص: 435 ] قوله ( باب من تتبع حوالي القصعة مع صاحبه ) حوالي بفتح اللام وسكون التحتانية أي جوانب ، يقال رأيت الناس حوله وحوليه وحواليه واللام مفتوحة في الجميع ولا يجوز كسرها .
قوله ( إذا لم يعرف منه كراهية ) ذكر فيه حديث أنس في nindex.php?page=hadith&LINKID=846037تتبع النبي صلى الله عليه وسلم الدباء من الصحفة ، وهذا ظاهره يعارض الذي قبله في الأمر بالأكل مما يليه ، فجمع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بينهما بحمل الجواز على ما إذا علم رضا من يأكل معه ، ورمز بذلك إلى تضعيف حديث عكراش الذي أخرجه الترمذي حيث جاء فيه التفصيل بين ما إذا كان لونا واحدا فلا يتعدى ما يليه ، أو أكثر من لون فيجوز ، وقد حمل بعض الشراح فعله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على ذلك فقال : كان الطعام مشتملا على مرق ودباء وقديد فكان يأكل مما يعجبه وهو الدباء ويترك ما لا يعجبه وهو القديد ، وحمله الكرماني كما تقدم له في " باب الخياط " من كتاب البيع على أن الطعام كان للنبي صلى الله عليه وسلم وحده ، قال : فلو كان له ولغيره لكان المستحب أن يأكل مما يليه قلت : إن أراد بالوحدة أن غيره لم يأكل معه فمردود لأن أنسا أكل معه ، وإن أراد به المالك وأذن لأنس أن يأكل معه فليطرده في كل مالك ومضيف ، وما أظن أحدا يوافقه عليه .
وقد نقل ابن بطال عن مالك جوابا يجمع الجوابين المذكورين فقال : إن المؤاكل لأهله وخدمه يباح له أن يتبع شهوته حيث رآها إذا علم أن ذلك لا يكره منه ، فإذا علم كراهتهم لذلك لم يأكل إلا مما يليه . وقال أيضا إنما جالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطعام لأنه علم أن أحدا لا يتكره ذلك منه ولا يتقذره ، بل كانوا يتباركون بريقه ومماسة يده ، بل كانوا يتبادرون إلى نخامته فيتدلكون بها ، فكذلك من لم يتقذر من مؤاكله يجوز له أن تجول يده في الصحفة . وقال ابن التين : إذا أكل المرء مع خادمه وكان في الطعام نوع منفرد جاز له أن ينفرد به . وقال في موضع آخر : إنما فعل ذلك لأنه كان يأكل وحده فسيأتي في رواية أن الخياط أقبل على عمله . قلت : هي رواية ثمامة عن أنس كما سيأتي بعد أبواب ، لكن لا يثبت المدعى لأن أنسا أكل مع النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله ( إن خياطا ) لم أقف على اسمه لكن في رواية ثمامة عن أنس أنه كان غلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي لفظ " أن مولى له خياطا دعاه " .
قوله ( لطعام صنعه ) كان الطعام المذكور ثريدا كما سأبينه .
قوله ( قال أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=846038فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يتتبع الدباء ) هكذا أورده مختصرا ، وأخرجه مسلم عن قتيبة شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه بتمامه ، وقد تقدم في البيوع عن عبد الله بن يوسف عن مالك بالزيادة ولفظه " nindex.php?page=hadith&LINKID=846039فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا ومرقا فيه دباء وقديد " وأفاد شيخنا ابن الملقن عن " مستخرج nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " أن الخبز المذكور كان خبز شعير وغفل عما أورده nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " باب المرق " كما سيأتي عن عبد الله بن مسلمة عن مالك بلفظ " خبز شعير " والثاني مثله ، وكذا أورده بعد باب آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن أبي أويس عن مالك بتمامه ، وهو عند مسلم عن قتيبة أيضا ، وقد أفرد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لكل واحدة ترجمة ، وهي المرق والدباء والثريد والقديد .
قوله ( الدباء ) بضم الدال المهملة وتشديد الموحدة ممدود ويجوز القصر حكاه القزاز وأنكره القرطبي هو [ ص: 436 ] القرع ، وقيل خاص بالمستدير منه ، ووقع في " شرح المهذب للنووي " أنه القرع اليابس ، وما أظنه إلا سهوا ، وهو اليقطين أيضا واحده دباة ودبة ، وكلام nindex.php?page=showalam&ids=12076أبي عبيد الهروي يقتضي أن الهمزة زائدة فإنه أخرجه في " دبب " وأما الجوهري فأخرجه في المعتل على أن همزته منقلبة ، وهو أشبه بالصواب ، لكن قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : لا ندري هي منقلبة عن واو أو ياء ، ويأتي في رواية ثمامة عن أنس " فلما رأيت ذلك جعلت أجمعه بين يديه " وفي رواية حميد عن أنس " فجعلت أجمعه وأدنيه منه " .
قوله ( قال عمر بن أبي سلمة قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=846045كل بيمينك ) كذا ثبت هذا التعليق في رواية أبي ذر عن nindex.php?page=showalam&ids=14170الحموي nindex.php?page=showalam&ids=15086والكشميهني وسقط للباقين وهو الأشبه وقد مضى موصولا قبل باب ، والذي يظهر لي أن محله بعد الترجمة التي تليه .