قوله ( وعليك ) أي وعليك السلام والظاهر أن الاختصار من الرواة كما يدل عليه روايات الحديث ويحتمل أنه قال ذلك لبيان جزاءة الاكتفاء في الرد على هذا القدر ولذلك استدل به بعضهم على ذلك ا ه قوله ( قال في الثالثة فعلمني يا رسول الله ) توقف في التعليم إلى أن يسأل هو ليكون أوقع عنده بخلاف ما لا بدأ به وقيل أعرض عنه أولا لأنه أعرض عن السؤال فكأنه عد نفسه عالما فعامله زجرا وتأديبا له وإلا كان اللائق به الرجوع إلى السؤال وبالجملة فليس فيه تأخير البيان عن وقت الحاجة بل تأخيره إلى وقت إظهار الحاجة ليكون أنفع .
[ ص: 328 ] قوله ( ثم اقرأ ما تيسر معك ) ظاهره أن الفرض مطلق القرآن كما هو قول أبي حنيفة رحمه الله تعالى لا خصوص الفاتحة كما هو قول الجمهور إلا أن يحمل على الفاتحة بناء على أنها المتيسرة عادة أو يقال إن الأعرابي لكونه جاهلا عادة اكتفي منه بما تيسر مطلقا قوله ( ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) ظاهره إيجاب القراءة في تمام الركعات .