قوله : ( فنزلوا الأحلاف ) من التنزيل والضمير للوفد والأحلاف بالنصب أي أحلافهم وهم الذين دخلوا فيهم بالمعاقدة وفي أبي داود فنزلت الأحلاف والموافق له أن يجعل فنزلوا من النزول وأن يرفع الأحلاف على أنه بدل البعض من ضمير نزلوا الراجع إلى الوفد أو على أنه من قبيل وأسروا النجوى الذين ظلموا فليتأمل وفيه مراعاة نزلوا الناس منازلهم قوله : ( فكان يأتينا ) أي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (يراوح بين رجليه ) أي يعتمد على إحدى الرجلين مرة وعلى الأخرى مرة ليوصل الراحة إلى كل منهما (ولا سواء ) أي ما كان بيننا وبينكم مساواة بل هم كانوا أولا أعزة ثم أذلهم الله وأنهم كانوا أعزة في الدنيا ونحن أعز منهم في الآخرة قوله : ( سجال الحرب ) بكسر السين أي ذنوبها (ندال عليهم ) أي تكون [ ص: 406 ] الدولة لنا عليهم مرة ولهم علينا أخرى وهذا تفسير قوله : سجال الحرب بيننا وبينهم قوله : ( طرأ علي ) هو بالهمز وقد تترك الهمزة يريد أنه قد أغفله من وقته ثم ذكره فقرأه أقبل علي حزبي وجاءني مفاجأة من حيث أنه نسيه في وقته وذكره في ذلك الوقت فعد ذلك طروا عليه من الجزاء يقال طرأ عليه بالهمز وتركه إذا جاءه مفاجأة قوله : ( كيف تحزبون ) من التحزب وهو تجزيته واتخاذ كل جزء حزبا له (ثلاث ) أي الحزب ثلاث سور من البقرة وتالييها والحزب الآخر خمس سور إلى براءة والثالث سبع سور إلى النحل والرابع تسع سور إلى الفرقان والخامس إحدى عشرة من الشعراء إلى يس والسادس ثلاث عشرة إلى الحجرات وحزب المفصل من ق إلى آخر القرآن .