قوله : ( لما توفي عبد الله بن أبي ) رأس المنافقين (جاءه ابنه ) وكان مؤمنا فراعاه النبي صلى الله عليه وسلم وأيضا قد جاء أنه قد أعطى قميصه للعباس يوم جاء العباس أسيرا في أسرى بدر فأراد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يكافئه بذلك قوله : ( آذنوني به ) من الإيذان أي أعلموني وأخبروني به إذا فرغتم من تجهيزه وتكفينه (ما ذاك لك ) فيما يظهر لنا من قوله : تعالى استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إلخ فإنه فهم منه المنع فبين له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه تخير ثم جاءه المنع بعده وبالجملة فأراد عمر بذلك استكشاف حقيقة الأمر وأن هذا الذي يظهر لنا أنه منع هل هو منع أم لا ولم يرد تخطئة فعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنه ليس لعمر ذلك إلا أن يقال يمكن أنه جواز السهو عليه فأراد أن يذكره ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين له ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان ذاكرا [ ص: 465 ] لمنازعته منعا وأن ما زعمته منعا ليس بمنع وإنما هو تخيير .