[ ص: 617 ] قوله ( أما تستحيي المرأة ) قالته تقبيحا لهذا الفعل وتنفيرا للنساء عنه لئلا تهب النساء أنفسهن له ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيكثرن عنده قال القرطبي وسبب ذلك لقوة الغيرة وإلا فقد علمت أن الله تعالى أباح له هذا خاصة وأن النساء معذورات ومشكورات في ذلك لعظيم بركته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأي منزلة أشرف من القرب لا سيما مخالطة اللحوم ومشابكة الأعضاء قوله ( فقلت إن ربك إلخ ) كناية عن ترك ذلك التنفير والتقبيح لما رأت من مسارعة الله تعالى في مرضاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي كنت أنفر النساء عن ذلك فلما رأيت الله عز وجل أنه يسارع في مرضاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تركت ذلك لما فيه من الإخلال بمرضاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال النووي معنى يسارع في هواك يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور ولهذا خير وقيل قولها المذكور أبرزته للغيرة والدلال وإلا فإضافة الهوى إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير مناسبة فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ منزه عن الهوى لقوله تعالى وما ينطق عن الهوى وهو ممن ينهى النفس عن الهوى ولو قالت في مرضاتك كان أولى ا هـ وقد يقال المذموم هو الهوى الخالي عن الهدى لقوله تعالى ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله والله أعلم فتأمل .