قوله ( من يرد الله به خيرا إلخ ) قيل إن لم نقل بعموم من فالأمر واضح إذ هو في قوة بعض من أريد له الخير وإن قلنا بعمومها يصير المعنى كل من يريد به الخير وهو مشكل بمن مات قبل البلوغ مؤمنا ونحوه فإنه قد أريد به الخير وليس بفقيه ويجاب بأنه عام مخصوص هو أكثر العمومات والمراد من يرد الله به خيرا خاصا على حذف الصفة انتهى قلت الوجه حمل الخير على أن التنكير للتعظيم فلا إشكال على [ ص: 96 ] أنه يمكن حمل الخير على الإطلاق واعتبار تنزيل غير الفقه في الدين منزلة العدم بالنسبة إلى الفقه في الدين فيكون الكلام مبنيا على المبالغة كان من لم يعط الفقه في الدين ما أريد به الخير وما ذكره من الوجوه لا يناسب المقصود ويمكن حمل من على المكلفين لأن كلام الشارع غالبا يتعلق ببيان أحوالهم فلا يرد من مات قبل البلوغ وأسلم أو مات قبل مجيء وقت الصلاة مثلا أي قبل تقرر التكليف والفقه في الدين هو العلم الذي يورث الخشية في القلب ويظهر أثره على الجوارح ويترتب عليه الإنذار كما يشير إليه قوله تعالىفلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون وعن الدارمي عن عمران قال قلت للحسن يوما في شيء يا أبا سعيد ليس هكذا يقول الفقهاء فقال ويحك هل رأيت فقيها قط إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة البصير بأمر دينه المداوم على عبادة ربه وفي الزوائد قلت رواه الترمذي من حديث ابن عباس وقال حسن صحيح وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ومعاوية انتهي وإسناد nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ظاهره الصحة ولكن اختلف فيه على الزهري قرره nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث شعيب عن الزهري عن أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وقال الصواب رواية الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية كما في الصحيحين .