قوله : ( مطل الغني ظلم ) أراد بالغني القادر على الأداء ولو كان فقيرا ، ومطله منعه أداءه وتأخيره ، والحصر المفهوم من الكلام إضافي ، أي : لا مطل غيره ، وليس المراد أنه ليس الظلم إلا على هذا قال القاضي المطل منع قضاء ما استحق أداؤه ، زاد القرطبي مع التمكن من ذلك وطلب صاحب الحق حقه . [ ص: 74 ] قلت : التمكن من ذلك معتبر في الغنى فلا حاجة إلى زيادة ، والإضافة إلى الفاعل لا غير وإن جوز في قوله : مطل الغني ظلم أن تكون الإضافة إلى المفعول - أيضا - على معنى أن يمنع عن إيصال الحق إليه ظلم فكيف منع الفقير عن إيصال الحق إليه ، والغني يجب عليه وفاء الدين وإن كان صاحبه غنيا ، فالفقير بالأولى ، لكن المعنى هاهنا على القصر بشهادة تعريف الطرفين ، أي : الظلم منع الغني دون الفقير ، فلا يصح على تقدير الإضافة إلى المفعول ، فليتأمل .
قوله : ( وإذا أتبع ) بضم فسكون فكسر مخفف ، أي : أحيل قال السيوطي : قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : أصحاب الحديث يروونه بتشديد التاء وصوابه سكونها بوزن أكرم (على ملئ ) بالهمز مثل كريم هو الغني لفظا ومعنى ، والأول هو الأصل ، لكن قد اشتهر الثاني على الألسنة (فالتبع ) بإسكان الفوقية على المشهور من تبع ، أي : فليقبل الحوالة ، وقيل : بتشديدها والجمهور على أن الأمر للندب وحمله بعضهم على الواجب .
قوله : ( وإذا أحلت ) على بناء المفعول من الإحالة ، وفي الزوائد في إسناده انقطاع بين يونس بن عبيد وبين نافع قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل لم يسمع من نافع شيئا ، وإنما سمع من ابن نافع عن أبيه ، وقال ابن معين وأبو حاتم : لم يسمع من نافع شيئا . قلت : nindex.php?page=showalam&ids=17249وهشيم بن بشير مدلس وقد عنعنه ا هـ كلام صاحب الزوائد - والله أعلم - .