[ ص: 93 ] قوله : ( ابن أبيض ) بلفظ ضد أسود ( ابن حمال ) بالحاء المهملة وتشديد الميم قوله : ( استقطع الملح ) أي : طلب منه أن يجعله خالصا يتملكه ، أو يشتريه ( سد مأرب ) السد بضم فتشديد دال ، ومأرب بميم بعدها همزة ساكنة ويجوز قلبها ألفا وراء مهملة مكسورة بلدة بلقيس باليمين ( فأقطعه له ) أي : أعطاه إياه ، قيل : ظنا بأنه معدن يحصل منه الملح بعمل وكد فلما ظهر خلافه رجع قوله : ( مثل الماء العد ) بكسر عين وتشديد دال مهملتين ، أي : الماء الدائم لمادته والكثير أو القديم . قال السيوطي في حاشية أبي داود : وهو الكثير الدائم الذي لا ينقطع ولا يحتاج إلى عمل ، وأصله ما يأتي لأوقات معلومة يشبه المال (فاستقال . . . إلخ ) قال السيوطي نقلا عن السبكي : الظاهر أنه استقال تطييبا لقلبه تكرما منه - صلى الله عليه وسلم - وقوله : هو منك صدقة : مبالغة في مكارم الأخلاق . قيل : وفيه دليل على أن إقطاع المعادن إنما يجوز إذا كان باطنه لا ينال منها إلا بتعب ومؤنة ، فإذا كانت ظاهرة يحصل المقصود منها من غير كد ولا تعب لا يجوز إقطاعها ، بل الناس فيه [ ص: 94 ] سواء كالمياه والكلأ - والله أعلم - .