قوله : ( ومحيصة هو وحويصة ) بضم ففتح ، ثم ياء مشددة مكسورة ، أو مخففة ساكنة وجهان مشهوران فيهما أشهرهما التشديد (فأتي ) على بناء المفعول ، أي : أتاه وكذا أخبر ( في بئر ) مثل الفقير المقابل للغني أي ببئر قريبة القعر واسع الفم (كبر كبر ) بتشديد الباء ، أي : قدم الأكبر قالوا هذا عند تساويهم في الفضل ، وأما إذا كان الصغير ذا فضل فلا بأس أن يتقدم روي أنه قدم وفد من العراق على عمر بن عبد العزيز فنظر عمر إلى شاب يريد الكلام فقال عمر : كبر فقال الفتى : يا أمير المؤمنين إن الأمر ليس بالسن ولو كان كذلك لكان في المسلمين من هو أسن منك فقال : صدقت تكلم رحمك الله [ ص: 150 ] قوله : ( إما أن يدوا ) مضارع ودي بحذف الواو كما في يفي (وإما أن يأذنوا ) الظاهر أنه بفتح الياء من الإذن بمعنى العلم مثله قوله تعالى : فأذنوا بحرب وضبط في بعض المواضع على بناء المفعول من الإيذان بمعنى الإعلام ، والمراد أنهم يفعلون أحد الأمرين إن ثبت عليهم القتل . قوله : (وتستحقون دم صاحبكم ) المقتول ، أي : بدله وهو الدية عند الجمهور والقصاص عند مالك إذا حلف على أن القاتل فلان بعينه (فوداه ) أي : أعطى ديته ، قالوا : إنما أعطى دفعا للنزاع وإصلاحا لذات البين وجبرا لما يلحقهم من الكسر بواسطة قتل قريبهم وإلا فأهل القتيل لا يستحقون إلا أن يحلفوا ، أو يستحلفوا المدعى عليهم مع نكولهم ولم يتحقق شيء من الأمر ، ثم روايات الحديث لا تخلو عن اضطراب واختلاف ؛ ولذلك ترك بعض العلماء رواياته وأخذوا بروايات أخر لما ترجح عندهم .