قوله : ( تعلموا الفرائض ) يحتمل أن المراد بها ما فرضه الله تعالى على عباده من الأحكام ، وعلى هذا فمعنى كونها نصف العلم أن العلم بها نصف علم الشرائع والنصف الآخر العلم بالمحرمات ، وأما السنن والمندوبات فهي من توابع الفرائض كما أن المكروهات تحريما أو تنزيها من توابع المحرمات ، وهذا أقرب إلى ظهور معنى النصف . والمشهور أن المراد بالفرائض هي السهام المقدرة للورثة من التركة ومعنى كونها نصف العلم أن للإنسان حالتين الحياة والموت ، والفرائض أحكام الموت ويكون لفظ النصف عبارة عن القسم الوافر من القسمين وإن لم يتساويا كما قال الشاعر :
إذا مت كان الناس صنفان شامت وآخر مثن بالذي كنت أصنع
وفي حاشية السيوطي قال السبكي في شرح المنهاج : قيل جعل نصف العلم تعظيما له ، وقيل : لأنه معلم أحكام الأموات في مقابلة أحكام الأحياء وقيل : لأنه إذا بسطت فروعه وجزئياته كان مقدار بقية أبواب الفقه ، وقيل : هذا الحديث من المتشابه لا يدرى معناه كما ، قيل : بذلك في حديث ( قل هو الله أحد ) ثلث القرآن ( وقل يا أيها الكافرون ) ربع القرآن - والله أعلم - . قوله : ( وهو ينسى ) على بناء المفعول من النسيان ، أي : من قلة اهتمام الناس به (ينزع ) أي : يخرج (من أمتي ) بموت أهله وقلة اهتمام غيرهم ، لا أنه يخرج من صدورهم ، فقد جاء أن نزع العلم يكون بموت العلماء لا بنزعه من الصدور ، وفي الزوائد قلت : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك ، وقال إنه صحيح الإسناد وفيما قاله نظر فإن [ ص: 162 ] حفص بن عمر المذكور ضعفه ابن معين nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وأبو حاتم وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : قليل الحديث وحديثه كما قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري منكر - والله أعلم - .