[ ص: 237 ] قوله : ( تباعده من الموقف ) أي : من موقف الإمام وهو من باعد بمعنى بعد مشددا عمرو هو المخاطب بهذا الكلام ، أي : مكانا تبعده أنت ، أي : تعده بعيدا والمقصود تقدير بعده وأنه مسلم عند المخاطب ، ويحتمل أن هذا من كلام الراوي عن عمرو بمنزلة قال عمرو : وكان ذلك المكان بعيدا عن موقف الإمام ، أو من كلام عمرو فإرساله - صلى الله عليه وسلم - الرسول بذلك لتطييب قلوبهم لئلا يتحزنوا ببعدهم عن موقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويروا ذلك نقصا في الحج ، أو يظنوا ذلك المكان الذي هم فيه ليس بموقف ويحتمل أن المراد بيان أن هذا خير مما كان عليه قريش من الوقوف بمزدلفة وأنه شيء اخترعوه من أنفسهم والذي أورثه إبراهيم هو الوقوف بعرفة والله أعلم .