قوله : ( لأمته ) أي : لمن معه في حجه ذلك ، أو لمن حج من أمته إلى يوم القيامة ، أو لأمته مطلقا من حج ، أو لم يحج ، فأجيب أني : بفتح الهمزة ، أي : أجابه الله بأني قد غفرت ، أو بكسرها ، أي : أجابه قائلا إني قد غفرت (أعطيت المظلوم من الجنة ) ظاهره أنه سأل مغفرة مظالم المؤمنين بخلاف مظالم أهل الذمة إلا أن يقال قوله : ( من الجنة ) أي مثلا ، أو تخفيف العذاب والله تعالى أعلم بالصواب ، وفي الزوائد في إسناده عبد الله بن كنانة قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : لم يصح حديثه اهـ . ولم أر من تكلم فيه بجرح ولا توثيق اهـ . وقال السيوطي في [ ص: 238 ] حاشية الكتاب هذا الحديث أورده nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوعات وأعله بكنانة فإنه منكر الحديث جدا ، أورده عليه الحافظ ابن حجر بمؤلف سماه " فذة الحجاج في عموم المغفرة للحجاج : قال فيه : حكم nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي على هذا الحديث بأنه موضوع مردود فإن الذي ذكره لا ينتهض دليلا على كونه موضوعا ، وقد اختلف قول nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في كنانة فذكره في الثقات وذكره من الضعفاء وذكره ابن منده أنه قيل : إن له رواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وولده عبد الله مختلف فيه في كلام nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان أيضا ، وكل ذلك لا يقتضي الحكم على الحديث بالوضع ، بل غايته أن يكون ضعيفا ويعتضد بكثرة طرقه وهو بمفرده يدخل في حد الحسن على رأي الترمذي ولا سيما بالنظر في مجموع طرقه ، وقد أخرج أبو داود في سننه طرفا منه وسكت عليه فهو صالح عنده ، وأخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي بعد أن أخرجه في شعب الإيمان : هذا الحديث له شواهد كثيرة فذكرناها في كتاب البعث فإن صح شواهده ففيه الحجة وإن لم تصح فقد قال تعالى : ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وظلم بعضهم بعضا دون الشرك وقد جاء هذا الحديث أيضا من حديث أنس بن مالك nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=63وعبادة بن الصامت وزيد جد عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد وكثرة الطرق إن اختلفت المخارج تزيد المتن قوة وبعض ما في هذا الحديث له شواهد في أحاديث صحاح .