قوله : ( كثيرا ) صفة مفعول مطلق وأريد بالكثرة عدم النهاية لحمده تعالى لا نهاية لنعمه تعالى (مباركا ) ثابتا دائما لا ينقطع فإن البركة بمعنى الثبات ( غير مكفي ) ذكروا فيه وجوها ، لكن الأنسب بالسياق منصوب صفة " حمدا " كالأخوات السابقة (ومكفي ) بفتح ميم وتشديد ياء يحتمل أن يكون من الكفاية ، أو من كفأت مهموزا بمعنى قلبت ، والمعنى على الأول أن هذا الحمد غير ما أتى به كما هو حقه لقصور القدرة البشرية عن ذلك ومع هذا فغير مودع أي متروك ، بل الاشتغال به دائما من غير انقطاع كما أن نعمه تعالى لا تنقطع غفا عين (ولا مستغنى عنك ) بل هو مما يحتاج إليه الإنسان في كل حال ليثبت ويدوم به العتيق من النعم ويستجلب به المزيد وعلى الثاني أنه غير مردود على وجه قائله ، بل مقبول في حضرة القدس وعلى الوجهين مودع بفتح الدال ومستغنى عنه بفتح النون عطف على مكفي بزيادة لا للتأكيد (ربنا ) بالنصب بتقدير حرف النداء وبالجر بدل من الله والله أعلم .