قوله ( يتحدث بما لم يسمع ) تكثيرا للفائدة وكان المصنف رحمه الله تعالى تبع معاذا في ذلك حيث أخرج من المتون في [ ص: 138 ] كثير من الأبواب ما ليس في الكتب الخمسة المشهورة وإن كانت ضعيفة وفي الباب أحاديث صحيحة أخرجها أصحاب تلك الكتب في كتبهم قوله ( فبلغ إلخ ) وعبد الله بن عمرو هو عبد الله بن عمرو بن العاص وهذا مفعول بلغ وفاعله قوله ما يتحدث به من الأحاديث الغير المشهورة قوله ( ما سمعت إلخ ) أي مع كثرة سماعي وهو معلوم بكثرة السماع حتى كان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة يعده عديلا له وكأنه ما أراد به تكذيب معاذ وأنه تعمد الكذب فإن مثل هذا الظن بمعاذ مما يستعاذ منه لكن أراد أنه يورث الشك واحتمال السهو والخطأ في روايته والإنسان لا يخلو عن ذلك قوله ( أن يفتنكم ) من فتنه أي يوقع في الحرج والتعب (في الخلاء ) بالمد بمعنى التغوط أي في شأنه ويطلق الخلاء على مكان التغوط ويمكن إرادته هاهنا لكن كلام المصنف في الترجمة يشير إلى المعنى الأول (نفاق ) أي من شأن المنافقين وعادتهم إذ المسلم من القلب لا يتوقع منه إلا التسليم وإنما قال له ذلك لأنه أظهر صورة التكذيب وإن كان ما أراد ذلك فيما يظن به قوله ( وإنما إثمه ) أي إن كان كذبا على من قاله لا على من بلغه واللازم عليه التسليم إذا جاءه على وجهه كما كان فيما نحن فيه ضرورة أن معاذا ثقة أي ثقة قوله ( اتقوا الملاعن ) جمع ملعنة وهي الفعلة التي يلعن بها فاعلها كأنها مظنة اللعن ومحل له قوله ( البراز ) في النهاية بالفتح اسم للفضاء الواسع فكنوا به عن قضاء الحاجة كما كنوا عنه بالخلاء لأنهم كانوا يتبرزون في الأمكنة الخالية من الناس قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي المحدثون يروونه بالكسر وهو خطأ لأنه بالكسر مصدر من المبارزة في الحرب انتهى لكن صرح في القاموس بأنه بالكسر بمعنى الغائط كالجوهري فالكسر هو الوجه رواية ودراية هذا غاية ما يفيده كلامهم والوجه أن المقصود هاهنا التغوط الذي هو معنى مصدري لا الغائط الذي هو نفس الخارج فلعل nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي أنكر الكسر بالنظر إلى المعنى المراد فليتأمل قوله ( في الموارد ) أي طرق الماء جمع مورد من ورد الماء حضره قوله ( والظل ) المراد به [ ص: 139 ] ما اتخذه الناس ظلا لهم ومقيلا أو مناخا وإلا فقد جاء التغوط في الظل في الأحاديث ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي قوله ( وقارعة الطريق ) قيل أعلاه وقيل وسطه وهي من طريق ذات قرع أي مقروعة بالقدم وفي الزوائد إسناده ضعيف قال ابن القطان أبو سعيد الحميري هو مجهول الحال وقال أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وغيرهما روايته عن معاذ مرسلة ومتن الحديث قد أخرجه أبو داود من طرق أخر .