قوله : ( لا عدوى ) العدوىمجاوزة العلة من صاحبها إلى غيره بالمجاورة والقرب ، وهذا الكلام يحتمل أن المراد به نفي ذلك وإبطاله من أصله ومعنى فمن أعدى الأول ، أي : إن الله سبحانه ابتدأ ذلك في الثاني كما ابتدأ في الأول ، وعلى هذا فما جاء من الأمر بالفرار من المجذوم ونحوه فهو من باب سد الذريعة لئلا يتفق لشخص يخالط مريضا فيمرض مثل مرضه بتقدير الله تعالى ابتداء لا بالعدوى المنفية فيظن أن ذلك بسبب مخالطته فيعتقد صحة العدوى فيقع في الحرج ويحتمل أن المراد نفي التأثير وبيان أن مجاورة المريض من الأسباب العادية لا هي مؤثرة بطبعها كما يعتقده أهل الطبيعة ، وعلى هذا [ ص: 363 ] فالأمر بالفرار وغيره ظاهر .