قوله : ( تسموا ) من التسمي وأصله تتسموا بالتاءين ، وهذا هو الموافق لقوله ولا تكتنوا من الاكتناء وقد ثبت أن رجلا نادى آخر فقال ، إنما دعوت هذا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - تسموا باسمي . . . الحديث ، وهذا يدل على أن علة النهي الالتباس المرتب عليه الإيذاء حين مناداة بعض الناس والالتباس لا يتحقق في الاسم ولأنهم نهوا عن ندائه - صلى الله عليه وسلم - بالاسم فقال تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ولتعليم الفعل من الله تعالى لعباده لم يخاطبه في كلامه إلا بمثل يا أيها النبي ، وأما الكنية فالمناداة على هذا مختصة بحال حياته - صلى الله عليه وسلم - واختصاص العلة وحده لا يوجب اختصاص الحكم إذ الحكم لا ينتفي بانتفاء العلة ما دام يرد من الذم ما ينفي الحكم ، لكن قد جاء في الباب ما يدل على خصوص الحكم بزمانه - صلى الله عليه وسلم - وفي المقام زيادة بسط ذكرناه في حاشية أبي داود وغيرها والله أعلم .