قوله : ( منزل التوراة ) من الإنزال والتنزيل (فليس قبلك شيء ) أي : فليس وجود ذلك من غيرك لكون ذلك الشيء قبلك كوجود غيره تعالى ؛ لأن ذلك ينافي قصر الأولية عليه تعالى وأنت الآخر هو الباقي بعد فناء خلقه كله ناطقة وصامتة (بعدك شيء ) لعدم البعدية ولا يتوهم على غير هذا فليتأمل (وأنت الظاهر ) أي : فلا ظهور لشيء ولا وجود إلا من آثار ظهورك ووجودك (فليس فوقك شيء ) يكون أعلى منك ظهورا ، وقيل : الظاهر هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلا عليه ، وقيل : هو الذي عرف بطريق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أفعاله وأوصافه (وأنت الباطن ) بعظمة جلالك وكمال كبريائك حتى لا يقدر أحد على إدراك ذاتك مع كمال ظهورك (فليس دونك شيء ) أي : وراءك شيء يكون أبطن منك وقيل : الباطن هو المحتجب عن أبصار الخلائق وأوهامهم فلا يدركه بصر ولا يحيط به وهم ، وقيل : هو العالم بما بطن يقال بطنت الأمر إذا عرفت باطنه .