قوله : ( منصرفه ) بعد زمان انصرافه (ظلة ) بضم فتشديد لام ، أي : سحابة (تنطف ) كنصر وضرب ، أي : تمطر (يتكففون ) أي : يأخذون بأكفهم (فالمستكثر ) خبره محذوف ، أي : فيهم ، أو منهم من يأخذ الكثير (سببا ) أي : حبلا (واصلا ) قيل : هو بمعنى الموصول كعيشة راضية ، أي : مرضية . قلت : هذا إذا كان من الوصل ، وأما إذا كان من الوصول فلا حاجة إلى ذلك ، بل لا يصح (فانقطع به ، ثم وصل له ) قيل : هو إشارة إلى قتل عثمان ووصل الخلافة لعلي ، وهذا محل الخطأ في تعبير الصديق حيث قال في التعبير ، ثم يوصل له ولي في الرؤيا له ؛ ولذلك لم توصل الخلافة لعثمان رضي الله تعالى عنه ، وإنما وصلت لعلي رضي الله تعالى عنه ورد بأن لفظة له ثابتة في رواية مسلم . قلت : وهي ثابتة في رواية الكتاب أيضا ومع قطع النظر عن له يرده رجوع ضمير فعلا به إلى ذلك الرجل الذي انقطع به إلا أن يقال ضميره يرجع إلى الذي وصل له ، ولا يخفى بعده ثم قال فالوجه أن معناه أن عثمان كاد أن ينقطع من اللحاق بصاحبيه بسبب ما وقع له في تلك القضايا التي أنكروها فعبر عنها بانقطاع الحبل ، ثم وقعت له الشهادة [ ص: 454 ] فاتصل بهم فعبر عنه بأن الحبل وصل له فاتصل فالتحق بهم كذا ذكره الحافظ ابن حجر في شرح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري (أعبرها ) من عبر كنصر (وأما ما ينطف ) أي : يسيل حلاوته ولينه فشبه بالسمن في اللين وبالعسل في الحلاوة فظهر في عالم المثال بالصورتين جميعا وهو واحد ، وقيل : بل هو موضع الخطأ ، وإنما هما الكتاب والسنة والحق ترك التعرض لموضع الخطأ فإن ما خفى على أبي بكر لا يرجى لغيره فيه الإصابة ، والله أعلم (لا تقسم ) من الإقسام أي لا تحلف ، وهذا يدل على أن أقسمت عليك قسم القائل .