قوله : ( فساره ) أي : تكلم معه سرا (اذهبوا به ) أي : بالمسار وكأنه تكلم بكلام علم منه - صلى الله عليه وسلم - أنه ما دخل الإيمان في قلبه فأراد قتله ، ثم رجع إلى تركه حتى يتفكر في إسلامه ، أي : إظهار الإيمان ظاهرا وأن مدار العصمة عليه لا على الإيمان الباطني وظاهر هذا التعريف يقتضي أنه قد يجتهد في الحكم الخبري فيخطأ في المناط ، نعم لا يقرر عليه ولا يمضي الحكم بالنظر ، بل يوقف للرجوع من ساعته إلى درك المناط والحكم به ، ولا يخفى بعده ، والأقرب أن يقال أنه قد أذن له في العمل بالباطن فأراد أن يعمل به ، ثم ترجح عنده العمل بالظاهر لكونه أعم وأشمل له ولأمته ؛ فمال إليه وترك العمل بالباطن ، وبعض الأحاديث يشهد لذلك ، وعلى هذا فقوله ، إنما أمرت ، أي : وجوبا ، وإلا فالإذن له في القتل بالنظر إلى الباطن كان ثابتا ، لكن هذا التقرير لا يناسبه فإذا فعلوا حرم دماؤهم وأموالهم فليتأمل ، وفي الزوائد إسناده صحيح رجاله ثقات ، لكن الحديث في nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا موجود وأشار في الزوائد إلى شيء من ذلك .