قوله : ( الحلال بين والحرام بين ) ليس المعنى أن كل ما هو حلال عند الله تعالى فهو بين يوصف بالحل يعرفه كل أحد بهذا الوصف وما هو حرام عند الله تعالى فهو كذلك ، [ ص: 477 ] وإلا لم يبق المشتبهات ، وإنما معناه ، والله أعلم أن الحلال من حيث الحكم بين بأنه لا يضر تناوله وكذلك الحرام بأنه يضر تناوله ويخرج عن الورع ويقرب إلى تناول الحرام ، وعلى هذا فقوله nindex.php?page=hadith&LINKID=756699الحلال بين والحرام بين اعتذار لترك ذكر حكمهما (مشتبهات ) سبب تجاذب الأصول المبني عليها أصل الحلال والحرام فيها (استبرأ ) بالهمز بوزن استفعل من البراءة ، أي : طلب لدينه البراءة من النقصان ولعرضه من العيب والطعن (ومن وقع في الحرام ) أي : كاد أن يقع فيه (حول الحمى ) بكسر الحاء والقصر أرض يحميها الملوك ويمنعون الناس عن الدخول فيها فمن دخله أو وقع فله العقوبة ومن احتاط لنفسه لا يقارب ذلك الحمى خوفا عن الوقوع فيه ، والمحارم كذلك يعاقب الله على ارتكابها ، فمن احتاط لنفسه لا يقاربها بالوقوع في الشبهات (يوشك ) بضم الياء وكسر الشين ، أي : يقرب لأن يتعاهد به التساهل ويتمرن عليه ويجسر على شبهة أخرى أغلظ منها وهكذا حتى يقع في الحرام قوله : ( مضغة ) أي : قدر ما يمضغ (صلحت ) بفتح اللام وحكي ضمها وليس في فسدت إلا الفتح وعبر في بعض الروايات عن الصلاح والفساد بالصحة والسقم (ألا وهي القلب ) فإنه محل للنية التي بها صلاح الأعمال وفسادها ، وأيضا هو الأمير والملك بالنسبة إلى تام الجسد والرعية تابعة للملك ، الناس على دين ملوكهم .