[ ص: 541 ] قوله : ( حق توكله ) بأن لم يخطر ببالك مداخلة لغيره تعالى في الرزق أصلا وعملتم بمقتضاه (لرزقكم ) كل يوم رزقا جديدا من غير أن تحتاجوا إلى حفظ المال ولا يلزم منه ترك السعي في تحصيل ذلك بالخروج والحركة فإن السعي معتاد في الطير وقد ذكر في الحديث بـ قوله : ( تغدو ) أي : تخرج من أول النهار (خماصا ) بكسر جياعا (وتروح ) أي : آخره (بطانا ) بكسر الباء ، أي : ممتلئة الأجواف قال السيوطي : الخماص جمع خميص والبطان جمع بطين قلنا هما كالكرام جمع كريم ، والله أعلم وفيه أن الحاجة في الإنسان إلى حفظ المال ، إنما جاءت من جهة ترك حق التوكل على الجليل المتعال .