قوله : ( فأكون أول من رفع ) أي : ممن علم صعقهم جزما فلا ينافي احتمال كون موسى أول من رفع رأسه على تقدير أنه صعق (أو كان ممن استثنى الله ) أي : فلم يصعق ، أي : فعلى التقديرين فله فضل جزئي على البشر فلا ينبغي المخاصمة مع من يقول مثل قول اليهودي ؛ لأنه يمكن تصحيحه بحمله على الفضل الجزئي ، وبالجملة فقد أراد المنع عن البحث عن أمثال هذه المباحث لئلا يفضي ذلك إلى الإفراط والتفريط في شأن الأنبياء وأكد ذلك بقوله (ومن قال أنا خير من يونس بن متى ) بوزن حتى اسم لأبي يونس على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، أي من قال ذلك افتخارا ، واعتقاد الجواز الافتخار له فقد كذب إذ الافتخار لا يجوز والله أعلم ، فإن قلت : كيف يصح أن يكون موسى مستثنى من النفخة الأولى ، أو لم يكون مستثنى مع أنه قد مات قبلها والنفخة الأولى إنما تدرك الأحياء حينئذ . قلت : إن الأنبياء أحياء فيمكن أن تدركهم هذه النفخة ولهذا الكلام تفصيل ذكرته في حاشية الصحيحين ، وفي الزوائد هذا إسناده صحيح رجاله ثقات .