قوله : ( إذا خطب احمرت إلخ ) يفعل ذلك لإزالة الغفلة من قلوب الناس ليتمكن فيها كلامه - صلى الله عليه وسلم - فضل تمكن ، أو لأنه يتوجه فكره إلى الموعظة ؛ فيظهر عليه آثار الهيبة الإلهية قوله : ( كأنه منذر جيش ) هو الذي يجيء مخبرا للقوم بما قد دهمهم من عدو أو غيره قوله : ( يقول ) ضميره عائد للمنذر والجملة صفته قوله : ( صبحكم ) بتشديد الباء أي نزل بكم العدو صباحا ، والمراد سينزل وصيغة الماضي للتحقق قوله : ( مساكم ) بتشديد السين ، مثل صبحكم ويحتمل أن ضمير يقول للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والجملة حال ، وضمير صبحكم للعذاب ، والمراد به قرب منكم إن لم تطيعوني قوله : ( بعثت أنا والساعة ) قال أبو البقاء : لا يجوز فيه إلا النصب والواو فيه بمعنى مع والمراد به المقاربة ولو رفع لفسد المعنى إذ لا يقال بعثت والساعة ، وفي حديث آخر nindex.php?page=hadith&LINKID=756574بعثت والساعة كهاتين انتهى
يريد أن رواية ترك تأكيد المرفوع المتصل بالمنفصل يريد النصب على المعية إذ لا يجوز في تلك الرواية العطف عند كثيرين من النحاة ، والمشهور جواز الرفع والنصب بل قال القاضي : المشهور الرفع وكأنه مبني على أن إقامة الساعة اعتبر بعثا لها ويلزم منه الجمع بين الحقيقة والمجاز في بعثت وقد جوزه قوم فيصح عندهم فليتأمل قوله : ( كهاتين ) حال أي مقترنين لا واسطة بيننا من نبي فوجه الشبه هو الانضمام أو المدة التي هي بيننا قليلة فوجه الشبه قلة ما بين رأسي السبابة والوسطى من التفاوت قوله : ( فإن خير الأمور ) أي خير ما يتعلق به المتكلم أو خير الأمور الموجودة بينكم وخير الهدي بفتح هاء وسكون دال هي الطريقة والسيرة وهذا هو المشهور أو بضم هاء وفتح دال والمقصود أن خير الأديان دينه [ ص: 22 ] قوله : ( وشر الأمور ) بالنصب على أنه عطف على لفظ اسم إن وبالرفع على أنه عطف على المحل والمراد من شر الأمور وإلا فبعض الأمور السابقة مثل الشرك شر من كثير من المحدثات إلا أن يراد بالمحدثات ما أحدث الناس على مقتضى الهوى مطلقا لا ما أحدثوه بعد النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - فيدخل فيها القبائح قوله : ( محدثاتها ) بفتح الدال والمراد بها ما لا أصل له في الدين مما أحدث بعده - صلى الله تعالى عليه وسلم - كما تقدم قوله : ( أو ضياعا ) بفتح الضاد المعجمة العيال وأصله مصدر أو بكسرها جمع ضائع كجياع جمع جائع قوله : ( فعلي وإلي ) قال السيوطي فيه لف ونشر مرتب فعلي راجع إلى الدين وإلي راجع إلى الضياع .