( في الإقعاء على القدمين في السجود ) معنى الإقعاء هاهنا أن يجعل إليتيه على عقبيه بين السجدتين وله معنى آخر وهو أن يلصق إليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه على الأرض كإقعاء الكلب ، لكن المراد هاهنا هو المعنى الأول كما يدل عليه قوله [ ص: 60 ] : على القدمين في السجود ( إنا لنراه جفاء بالرجل ) قال النووي : ضبطناه بفتح الراء وضم الجيم أي بالإنسان ، وكذا نقله القاضي عن جميع رواة مسلم . قال وضبطه أبو عمر بن عبد البر بكسر الراء وإسكان الجيم . قال أبو عمر ومن ضم الجيم فقد غلط ، ورد الجمهور على nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وقالوا : الصواب الضم وهو الذي يليق به إضافة الجفاء إليه والله أعلم ( فقال ابن عباس هي سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - )
اعلم أن الإقعاء ورد فيه حديثان : ففي هذا الحديث أنه سنة ، وفي حديث آخر النهي عنه . رواه الترمذي وغيره من رواية علي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من رواية أنس nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى من رواية سمرة nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من رواية سمرة وأنس ، وأسانيدها كلها ضعيفة .
وقد اختلف العلماء في حكم الإقعاء وفي تفسيره اختلافا كثيرا لهذه الأحاديث ، والصواب الذي لا معدل عنه أن الإقعاء نوعان :
أحدهما أن يلصق إليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه على الأرض كإقعاء الكلب ، هكذا فسره nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة معمر بن المثنى وصاحبه nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام وآخرون من أهل اللغة وهذا النوع هو المكروه الذي ورد فيه النهي . والنوع الثاني أن يحمل إليتيه على عقبيه بين السجدتين ، وهذا هو مراد ابن عباس بقوله سنة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ، وقد نص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله في البويطي والإملاء على استحبابه في الجلوس بين السجدتين ، وحمل حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عليه جماعة من المحققين منهم nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي nindex.php?page=showalam&ids=14961والقاضي عياض وآخرون رحمه الله تعالى .