( سليمان بن سحيم ) بمهملتين مصغر وثقه ابن معين ( كشف الستارة ) بكسر السين المهملة وهي الستر الذي يكون على باب البيت والدار ( لم يبق من مبشرات [ ص: 97 ] النبوة ) أي من أول ما يبدو منها مأخوذ من تباشير الصبح وهو أول ما يبدو منه ، وهو كقول عائشة " أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي " الحديث ، وفيه أن الرؤيا من المبشرات سواء رآها المسلم أو رآها غيره ( أو ترى له ) على صيغة المجهول ، أي رآها غيره له ( وإني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا ) أي إني نهيت عن قراءة القرآن في هذين الحالتين ، والنهي له - صلى الله عليه وسلم - نهي لأمته كما يشعر بذلك قوله في الحديث أما الركوع إلخ ويشعر به أيضا ما في صحيح مسلم وغيره nindex.php?page=hadith&LINKID=3507882أن عليا قال " نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا " وهذا النهي يدل على تحريم قراءة القرآن في الركوع والسجود ، وفي بطلان الصلاة بالقراءة حال الركوع والسجود خلاف . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : لما كان الركوع والسجود وهما غاية الذل والخضوع مخصوصين بالذكر والتسبيح نهى عن القراءة فيهما كأنه كره أن يجمع بين كلام الله تعالى وكلام الخلق في موضع واحد فيكونان سواء . ذكره الطيبي . وفيه أنه ينتقض بالجمع بينهما في حال القيام . وقال ابن الملك : وكأن حكمته أن أفضل أركان الصلاة القيام وأفضل الأذكار القرآن ، فجعل الأفضل للأفضل ونهى عن جعله في غيره لئلا يوهم استواءه مع بقية الأذكار . وقيل خصت القراءة بالقيام أو القعود عند العجز عنه ، لأنهما من الأفعال العادية ويتمحضان للعبادة ، بخلاف الركوع والسجود ، لأنهما بذواتهما يخالفان العادة ويدلان على الخضوع والعبادة ، ويمكن أن يقال إن الركوع والسجود حالان دالان على الذل ويناسبهما الدعاء والتسبيح ، فنهى عن القراءة فيهما تعظيما للقرآن الكريم وتكريما لقارئه القائم مقام الكليم والله بكل شيء عليم ( فأما الركوع فعظموا الرب فيه ) أي قولوا سبحان ربي العظيم ( وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ) فيه الحث على الدعاء في السجود ( فقمن ) قال النووي : هو بفتح القاف وفتح الميم وكسرها لغتان مشهورتان ، فمن فتح فهو عنده مصدر لا يثنى ولا يجمع ، ومن كسر فهو وصف يثنى ويجمع ، قال وفيه لغة ثالثة قمين بزيادة الياء وفتح القاف وكسر الميم ومعناه حقيق وجدير ، ويستحب الجمع بين الدعاء والتسبيح المتقدم ليكون المصلي عاملا بجميع ما ورد ، والأمر بتعظيم الرب في الركوع والاجتهاد في الدعاء في السجود محمول على الندب عند الجمهور ، وقد نقد ذكر من قال بوجوب تسبيح الركوع والسجود .
قال المنذري : وأخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .