[ ص: 129 ] ( فأحسن وضوءه ) أي أتمه بآدابه ( لا يسهو فيهما ) أي لا يغفل فيهما قال الطيبي : أي يكون حاضر القلب أو يعبد الله كأنه يراه . كذا في المرقاة قلت : روى مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=15757حمران مولى عثمان ، أنه رأى nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرات الحديث . وفيه ثم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=840124من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه فلو أريد بقوله لا يسهو فيهما أي لا يحدث فيهما نفسه لكان أولى . والأحاديث يفسر بعضها بعضا ، وحينئذ يظهر مطابقة الحديث أتم ظهور .
قال النووي : المراد بقوله لا يحدث فيهما نفسه أي لا يحدث بشيء من أمور الدنيا وما لا يتعلق بالصلاة ، ولو عرض له حديث فأعرض عنه لمجرد عروضه عفي عنه ذلك وحصلت له هذه الفضيلة إن شاء الله تعالى لأن هذا ليس من فعله وقد عفي لهذه الأمة عن الخواطر التي تعرض ولا تستقر . وهذا موضع الترجمة ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) قيد بالصغائر وإن كان ظاهره شمول الكبائر .