الزيادة على الثلاث في غسل أعضاء الوضوء ، أو إسراف في الماء للوضوء على قدر الحاجة .
( القصر الأبيض ) : القصر : هو الدار الكبيرة المشيدة ، لأنه يقصر فيه الحرم . كذا في التوسط ( إذا دخلتها ) : أي الجنة ( قال ) : عبد الله لابنه حين سمعه يدعو بهذه الكلمات .
قال بعض الشراح : إنما أنكر عبد الله على ابنه في هذا الدعاء لأن ابنه طمع ما لا يبلغه عملا حيث سأل منازل الأنبياء ، وجعله من الاعتداء في الدعاء لما فيها من التجاوز عن حد الأدب ، وقيل : لأنه سأل شيئا معينا والله أعلم ( إنه ) : الضمير للشأن [ ص: 138 ] ( يعتدون ) : يتجاوزون عن الحد ( في الطهور ) : بضم الطاء وفتحها ، فالاعتداء في الطهور بالزيادة على الثلاث ، وإسراف الماء ، وبالمبالغة في الغسل إلى حد الوسواس ، أجمع العلماء على النهي عن الإسراف في الماء ولو في شاطئ البحر ، لما أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن عبد الله بن عمرو " nindex.php?page=hadith&LINKID=752596أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ ، فقال : ما هذا السرف يا سعد ؟ قال : أفي الوضوء سرف ؟ قال : نعم ، وإن كنت على نهر جار " انتهى وحديث ابن مغفل هذا يتناول الغسل والوضوء وإزالة النجاسة ( والدعاء ) : عطف على الطهور ، والمراد بالاعتداء فيه مجاوزة الحد ، وقيل الدعاء بما لا يجوز ورفع الصوت به والصياح ، وقيل سؤال منازل الأنبياء عليهم السلام . حكاهما النووي في شرحه .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي في الإحياء أن المراد به أن يتكلف السجع في الدعاء .
قال المنذري : وأخرجه ابن ماجه مقتصرا منه على الدعاء .