ما حكمه ، وبوب الترمذي باب كراهية رفع الأيدي على المنبر ، وبوب nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي بقوله باب الإشارة في الخطبة وبوب أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف باب الرجل يخطب يشير بيده .
( عمارة ) بضم العين وتخفيف الميم ( ابن رويبة ) بالتصغير ( وهو ) أي بشر بن مروان ( يدعو في يوم جمعة ) ولفظ مسلم nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة من طريق عبد الله بن إدريس وأبي عوانة عن حصين عن عمارة بن رويبة قال : " رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه " . وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريق سفيان عن حصين بلفظ " رفع يديه يوم الجمعة على المنبر " .
وقال النووي : فيه أن السنة أن لا يرفع اليد في الخطبة ، وهو قول مالك وأصحابنا وغيرهم . وحكى القاضي عن بعض السلف وبعض المالكية إباحته لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع يديه في خطبة الجمعة حين استسقى . وأجاب الأولون بأن هذا الرفع كان لعارض . انتهى .
وفي المصنف nindex.php?page=showalam&ids=12508لابن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب قال : قلت له كيف كان يخطب النعمان قال كان يلمع بيديه ، قال وكان الضحاك بن قيس إذا خطب ضم يده على فيه . حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : " أذن للإمام يوم الجمعة أن يشير بيده " حدثنا ابن المهدي عن سفيان عن خالد عن ابن سيرين قال : " كانوا يستأذنون الإمام وهو على المنبر فلما كان زياد وكثر ذلك قال من وضع يده على أنفه فهو إذنه " . انتهى .
قلت : وهل المراد في حديث عمارة بالرفع المذكور رفع اليدين عند الدعاء على المنبر أو المراد رفع اليدين لا وقت الدعاء بل عند التكلم كما هو دأب الوعاظ والقصاص أنهم يحركون أيديهم يمينا وشمالا ينبهون السامعين على الاستماع . فحديث عمارة يدور إسناده على حصين بن عبد الرحمن ورواته اختلفوا عليه ، فرواية عبد الله بن إدريس وأبي عوانة وسفيان كلهم عن حصين تدل على المعنى الثاني ، ولذا بوب nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي باب الإشارة في الخطبة ، وبوب ابن أبي شيبة الرجل يخطب يشير بيده ، وهكذا فهم الطيبي .
ورواية هشيم وزائدة وابن فضيل كلهم عن حصين تدل على المعنى الأول وهكذا فهم النووي وأما ترجمة المؤلف وكذا الترمذي فمتحمل لمعنيين ، وعندي للمعنى الثاني ترجيح من وجهين الأول أن nindex.php?page=showalam&ids=12118أبا عوانة الوضاح nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري nindex.php?page=showalam&ids=16410وعبد الله بن إدريس أوثق وأثبت من هشيم بن بشير nindex.php?page=showalam&ids=17011ومحمد بن فضيل وإن كان زائدة بن قدامة مثل هؤلاء الثلاثة في الحفظ فتعارض رواية هؤلاء الثلاثة الحفاظ برواية زائدة بن قدامة والعدد الكثير أولى بالحفظ .
والثاني أن قوله الآتي لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر ما يزيد على هذه يعني السبابة التي تلي الإبهام يؤيد هذا المعنى الأخير ، لأن رفع اليدين في الدعاء ليس مأثورا بهذه الصفة بل أراد الراوي أن رفع اليدين كلتيهما لتخاطب السامعين ليس من دأب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بل إنما يشير النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصبعه السبابة . انتهى مختصرا من غاية المقصود .
( قبح الله هاتين اليدين ) دعاء عليه أو إخبار عن قبح صنعه نحو قوله تعالى تبت يدا أبي لهب [ ص: 338 ] ( وهو على المنبر ) قال في القاموس : نبر الشيء رفعه ومنه المنبر بكسر الميم ( ما يزيد على هذه ) ولفظ مسلم " ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بأصبعه المسبحة " ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " nindex.php?page=hadith&LINKID=3507932ما زاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هذا وأشار بأصبعه السبابة " قال الطيبي : والمعنى أي يشير عند التكلم في الخطبة بأصبعه يخاطب الناس وينبههم على الاستماع .
قال المنذري : وأخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .