( يا ابن آدم ) : وفي بعض النسخ بحذف حرف النداء ( لا تعجزني ) : يقال : أعجزه الأمر إذا فاته أي لا تفوتني من العبادة . قال الحافظ العراقي : أي تفتني بأن لا تفعل ذلك فيفوتك كفايتي آخر النهار ( في أول نهارك ) : يحتمل أن يراد بها فرض الصبح وركعتا الفجر أو أريد بالأربع المذكورة صلاة الضحى وإليه جنح المؤلف وعليه عمل الناس ( أكفك آخره ) : يحتمل أن يراد كفايته من الآفات والحوادث الضارة ، وأن يراد حفظه من الذنوب والعفو عما وقع منه في ذلك أو أعم من ذلك قاله السيوطي قال الشوكاني : واستدل بالحديث على مشروعية الضحى ولكنه لا يتم إلا على تسليم أنه أريد بالأربع المذكورة صلاة الضحى . وقد قيل يحتمل أن يراد بها فرض الصبح وركعتا الفجر لأنها هي التي أول النهار حقيقة ويكون معناه كقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ nindex.php?page=hadith&LINKID=753714من صلى الصبح فهو في ذمة الله قال العراقي : وهذا ينبئ على أن النهار هل هو من طلوع الفجر أو من طلوع الشمس ، والمشهور الذي يدل عليه كلام جمهور أهل اللغة وعلماء الشريعة أنه من طلوع الفجر . قال : وعلى تقدير أن يكون النهار من طلوع الفجر فلا مانع من أن يراد بهذه الأربع [ ص: 125 ] الركعات بعد طلوع الشمس لأن ذلك الوقت ما خرج عن كونه أول النهار وهذا هو الظاهر من الحديث وعمل الناس ، فيكون المراد بهذه الأربع ركعات صلاة الضحى انتهى .
وقد اختلف في وقت دخول الضحى فروى النووي في الروضة عن أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أن وقت الضحى يدخل بطلوع الشمس ولكن يستحب تأخيرها إلى ارتفاع الشمس ، وذهب البعض منهم إلى أن وقتها يدخل من الارتفاع ، وبه جزم الرافعي وابن الرفعة .
قال المنذري : وأخرجه الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء وأبي ذر وقال حسن غريب هذا آخر كلامه . وفي إسناده إسماعيل بن عياش وفيه مقال ، ومن الأئمة من يصحح حديثه عن الشاميين ، وهذا الحديث شامي الإسناد ، وحديث أبي همار قد اختلف الرواة فيه اختلافا كثيرا وقد جمعت طرقه في جزء مفرد . وحمل العلماء هذه الركعات على صلاة الضحى . وقال بعضهم النهار يقع عند أكثرهم على ما بين طلوع الشمس إلى غروبها وأخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي في باب صلاة الضحى ، وذكر بعضهم أن نعيم بن همار روى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثا واحدا وذكر هذا الحديث . وقد وقع لنا أحاديث من روايته عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير هذا . وقد قيل في اسم أبيه هبار بالباء الموحدة وهدار بالدال المهملة وهمام بميمين ، وقيل خمار بالخاء المفتوحة المعجمة ، وقيل حمار بالحاء المهملة المكسورة انتهى .