( عن بريد بن أبي مريم ) : بالموحدة المضمومة والراء المفتوحة وهو غير [ ص: 220 ] يزيد بن أبي مريم الشامي الذي خرج له في الصحيحين وحديثه من اغبرت قدماه في سبيل الله ، ذلك بالمثناة التحتية المفتوحة والزاي المكسورة ولم يخرجا لبريد هذا شيئا . واسم أبي مريم والد هذا مالك بن ربيعة السلولي ، واسم والد ذاك عبد الله ( أقولهن ) : أي أدعو بهن ( في الوتر ) : وفي رواية في قنوت الوتر ، وظاهره الإطلاق في جميع السنة كما هو مذهب الحنفية ، وأما الشافعية فيقيدون القنوت في الوتر بالنصف الأخير من رمضان كما هو مذهب جماعة من الصحابة ( اللهم اهدني ) : أي ثبتني على الهداية أو زدني من أسباب الهداية إلى الوصول بأعلى مراتب النهاية ( فيمن هديت ) : أي في جملة من هديتم أو هديته من الأنبياء والأولياء كما قال سليمان وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ( وعافني فيمن عافيت ) : أي من أسوأ الأدواء والأخلاق والأهواء . وقال ابن الملك من المعافاة التي هي دفع السوء ( وتولني فيمن توليت ) : أي تول أمري ولا تكلني إلى نفسي في جملة من تفضلت عليهم . قال المظهر أمر مخاطب من تولى إذا أحب عبدا وقام بحفظه وحفظ أمره ( وبارك ) : أي أكثر الخير ( لي ) : أي لمنفعتي ( فيما أعطيت ) : أي فيما أعطيتني من العمر والمال والعلوم والأعمال ( وقني ) : أي احفظني ( شر ما قضيت ) : أو ما قدرت لي من قضاء وقدر فسلم لي العقل والدين ( تقضي ) : أي تقدر أو تحكم بكل ما أردت ( ولا يقضى عليك ) : فإنه لا معقب لحكمك ولا يجب عليك شيء ( إنه ) : أي الشأن ( لا يذل ) : بفتح فكسر أي لا يصير ذليلا أي حقيقة ولا عبرة بالصورة ( من واليت ) : الموالاة ضد المعاداة ( ولا يعز من عاديت ) : هذه الجملة ليست في عامة النسخ إنما وجدت في بعضها ، نعم روى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وكذا nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من عدة طرق ولا يعز من عاديت ( تباركت ) : أي تكاثر خيرك في الدارين ( ربنا ) : بالنصب أي يا ربنا ( وتعاليت ) : أي ارتفعت عظمتك وظهر قهرك وقدرتك على من في الكونين وقال ابن الملك أي ارتفعت عن مشابهة كل شيء .
قاله علي القاري . واعلم أنه قد اختلف في كون القنوت قبل الركوع أو بعده ، ففي بعض طرق [ ص: 221 ] الحديث عند nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي التصريح بكونه بعد الركوع ، وقال تفرد بذلك أبو بكر بن شيبة الحزامي ، وقد روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات فلا يضر تفرده ، وأما القنوت قبل الركوع فهو ثابت عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث أبي بن كعب وعبد الرحمن بن أبزى ، وضعف أبو داود ذكر القنوت فيه ، وثابت أيضا في حديث ابن مسعود عند ابن أبي شيبة قال العراقي : وهو ضعيف قال : ويعضد كونه بعد الركوع أول فعل الخلفاء الأربعة لذلك ، والأحاديث الواردة في الصبح .
وأخرجه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه . وقال الترمذي : هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي واسمه ربيعة بن شيبان ، ولا نعرف عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في القنوت شيئا أحسن من هذا .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : وقد اختلف الناس في قنوته في صلاة الفجر وفي موضع القنوت منها ، فقال أصحاب الرأي لا قنوت إلا في الوتر ويقنت قبل الركوع ، وقال مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وأحمد وإسحاق يقنت في صلاة الفجر ، والقنوت بعد الركوع .
وقد روي القنوت بعد الركوع في صلاة الفجر عن علي وأبي بكر وعمر وعثمان ، فأما القنوت في شهر رمضان فمذهب nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي وأهل الرأي وإسحاق أن يقنت في أوله وآخره . وقال الزهري nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وأحمد وإسحاق : لا يقنت إلا في النصف الآخر منه ، واحتجوا في ذلك بفعل أبي بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ومعاذ القاري . انتهى .