( اللهم إني أعوذ بك من الفقر ) : أي من قلب حريص على جمع المال أو من الذي يفضي بصاحبه إلى كفران النعمة في المال ونسيان ذكر المنعم المتعال .
وقال الطيبي : أراد فقر النفس أعني الشره الذي يقابل غنى النفس الذي هو قناعتها ( والقلة ) : القلة في أبواب البر وخصال الخير ، لأنه عليه ـ الصلاة السلام ـ كان يؤثر الإقلال في الدنيا ويكره الاستكثار من الأعراض الفانية ( والذلة ) : أي من أن أكون ذليلا في أعين الناس بحيث يستخفونه ويحقرون شأنه ، والأظهر أن المراد بها الذلة الحاصلة من المعصية أو التذلل للأغنياء على وجه المسكنة والمراد بهذه الأدعية تعليم الأمة .
قال الطيبي : أصل الفقر كسر فقار الظهر ، والفقر يستعمل على أربعة أوجه ، الأول : وجود الحالة الضرورية ، وذلك عام للإنسان ما دام في الدنيا ، بل عام في الموجودات كلها ، وعليه قوله تعالى يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والثاني : عدم المقتنيات وهو المذكور في قوله تعالى للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله و إنما الصدقات للفقراء . والثالث : [ ص: 297 ] فقر النفس وهو المقابل بقوله الغنى غنى النفس والمعنى بقولهم من عدم القناعة لم يفده المال غنى . الرابع : الفقر إلى الله المشار إليه بقوله : اللهم اغنني بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك ، وإياه عنى تعالى بقوله رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير والمستعاذ منه في الحديث هو القسم الثالث ، وإنما استعاذ ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الفقر الذي هو فقر النفس لا قلة المال ( من أن أظلم أو أظلم ) : معلوم ومجهول ، والظلم وضع الشيء في غير موضعه أو التعدي في حق غيره
قال المنذري : وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث جعفر بن عياض عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .