قال الطيبي : أو يطلب العفة من الله تعالى فليس السين لمجرد التأكيد ( يعفه الله ) : يجعله عفيفا من الإعفاف وهو إعطاء العفة وهي الحفظ عن المناهي ، يعني من قنع بأدنى قوت وترك السؤال تسهل عليه القناعة ، وهي كنز لا يفنى ( ومن يستغن ) : أي يظهر الغنى بالاستغناء عن أموال الناس ، والتعفف عن السؤال حتى يحسبه الجاهل غنيا من التعفف ( يغنه [ ص: 45 ] الله ) : أي يجعله غنيا أي بالقلب ؛ لأن الغنى ليس عن كثرة العرض إنما غنى النفس ( ومن يتصبر ) : أي يطلب توفيق الصبر من الله لأنه قال تعالى : واصبر وما صبرك إلا بالله أي يأمر نفسه بالصبر ويتكلف في التحمل عن مشاقه ، وهو تعميم بعد تخصيص ؛ لأن الصبر يشتمل على صبر الطاعة والمعصية والبلية ، أو من يتصبر عن السؤال والتطلع إلى ما في أيدي الناس بأن يتجرع مرارة ذلك ولا يشكو حاله لغير ربه ( يصبره الله ) : بالتشديد أي يسهل عليه الصبر فتكون الجمل مؤكدات . ويؤيد إرادة معنى العموم قوله ( وما أعطي أحد من عطاء ) : أي معطى أو شيئا ( أوسع ) : أي أشرح للصدر ( من الصبر ) : وذلك لأن مقام الصبر أعلى المقامات ؛ لأنه جامع لمكارم الصفات والحالات ، كذا في المرقاة . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي قاله المنذري .