وبنو هاشم هم : آل علي ، وآل عباس ، وآل جعفر ، وآل عقيل ، وآل الحارث بن عبد المطلب ، وهاشم هو ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة .
( عن ابن أبي رافع ) : هو عبيد الله كاتب علي قاله العيني وثقه أبو حاتم ( عن أبي رافع ) : مولى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ( بعث رجلا على الصدقة ) : أي أرسله ساعيا ليجمع الزكاة ويأتي بها إليه فلما أتى أبا رافع في طريقه ( فقال لأبي رافع اصحبني ) [ ص: 52 ] أي ائت معي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ( فإنك تصيب منها ) : أي من الصدقة بسبب ذهابك معي أو بأن أقول له ليعطي نصيبك من الزكاة ، والظاهر أنه طلب منه المرافقة والمصاحبة والمعاونة عند السفر لا بعد الرجوع كما يدل عليه جوابه ( قال ) : أبو رافع ( فأسأله ) : أي لا أصحبك حتى أجيء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأستأذنه أو أسأله هل يجوز لي أم لا ( فسأله ) : عن ذلك ( فقال مولى القوم ) : أي عتقاؤهم ( من أنفسهم ) : أي فحكمهم كحكمهم ( وإنا لا تحل لنا الصدقة ) : فكيف تحل لمواليهم .
وهذا دليل لمن قال بحرمة الصدقة على موالي من تحرم الصدقة عليه . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : أما النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فلا خلاف بين المسلمين أن الصدقة لا تحل له ، وكذلك بنو هاشم في قول أكثر العلماء . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا تحل الصدقة لبني عبد المطلب لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أعطاهم من سهم ذوي القربى وأشركهم فيه مع بني هاشم ولم يعط أحدا من قبائل قريش غيرهم ، وتلك العطية عوض عوضوه بدلا عما حرموه من الصدقة ، فأما موالي بني هاشم فإنه لا حظ لهم في سهم ذوي القربى فلا يجوز أن يحرموا الصدقة . ويشبه أن يكون إنما نهاه عن ذلك تنزيها له ، وقال مولى القوم على سبيل التشبه للاستنان بهم والاقتداء بسيرتهم في اجتناب مال الصدقة التي هي أوساخ الناس . ويشبه أن يكون - صلى الله عليه وآله وسلم - قد كان تكفيه المؤنة إذ كان أبو رافع مولى له ، وكان يتصرف له في الحاجة والخدمة فقال له على هذا المعنى : إذا كنت تستغني بما أعطيت فلا تطلب أوساخ الناس فإنك مولانا ومنا ، انتهى .
هذا مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وموافقيه أن آله - صلى الله عليه وسلم - هم بنو هاشم وبنو المطلب . وبه قال بعض المالكية . وقال أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك : هم بنو هاشم خاصة . وقال بعض العلماء : هم قريش كلها . وقال أصبغ المالكي : هم بنو قصي . دليل nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=756218إن بني هاشم وبني المطلب شيء واحد وقسم بينهم سهم ذوي القربى ، انتهى .
قال المنذري : وأخرجه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي . وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . هذا آخر كلامه .
وهذا الرجل الذي بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الأرقم بن الأرقم بن القرشي المخزومي ، بين ذلك الخطيب nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وكان من المهاجرين الأولين وكنيته أبو عبد الله ، وهذا الذي [ ص: 53 ] استخفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في داره بمكة في أسفل الصفا حتى كملوا الأربعين رجلا آخرهم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، وهي التي تعرف بالخيزران nindex.php?page=showalam&ids=96وأبو رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمه إبراهيم ، وقيل أسلم ، وقيل ثابت ، وقيل هرمز ، انتهى كلامه .