( من استعاذ ) : أي من سأل منكم الإعاذة مستغيثا ( بالله فأعيذوه ) : قال [ ص: 68 ] الطيبي : أي من استعاذ بكم وطلب منكم دفع شركم أو شر غيركم قائلا : بالله عليك أن تدفع عني شرك فأجيبوه ، وادفعوا عنه الشر تعظيما لاسم الله تعالى ، فالتقدير من استعاذ منكم متوسلا بالله مستعطفا به ، ويحتمل أن يكون الباء صلة استعاذ ، أي من استعاذ بالله فلا تتعرضوا له بل أعيذوه ، وادفعوا عنه الشر ، فوضع أعيذوا موضع ادفعوا ، ولا تتعرضوا مبالغة ( فأعطوه ) : أي تعظيما لاسم الله وشفقة على حق الله ( ومن دعاكم ) : أي إلى دعوة ( فأجيبوه ) : أي إن لم يكن مانع شرعي ( ومن صنع إليكم معروفا ) : أي أحسن إليكم إحسانا قوليا أو فعليا ( فكافئوه ) : من المكافأة أي أحسنوا إليه مثل ما أحسن إليكم ؛ لقوله تعالى : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان وأحسن كما أحسن الله إليك .
( فإن لم تجدوا ما تكافئوا به ) : أي بالمال ، والأصل تكافئون فسقط النون بلا ناصب وجازم ، إما تخفيفا أو سهوا من الناسخين كذا ذكره الطيبي ، والمعتمد الأول ؛ لأن الحديث على الحفظ معول ، ونظيره : " كما تكونوا يول عليكم " على ما رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أبي بكرة ( فادعوا له ) : أي للمحسن يعني فكافئوه بالدعاء له ( حتى تروا ) : بضم التاء أي تظنوا وبفتحها أي تعلموا أو تحسبوا ( أنكم قد كافأتموه ) : أي كرروا الدعاء حتى تظنوا أن قد أديتم حقه . وقد جاء من حديث أسامة مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=752917من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، فدل هذا الحديث على أن من قال لأحد : جزاك الله خيرا مرة واحدة ، فقد أدى العوض وإن كان حقه كثيرا .
قال المنذري : وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي .