( أخبرني رسول مروان الذي ) : صفة رسول ( أرسل ) : بصيغة المجهول ( إلى أم معقل ) : والمرسل بكسر السين هو مروان ، ويحتمل أن يكون لفظ الذي صفة مروان ولفظ أرسل بصيغة المعلوم وفاعله مروان وهذا احتمال قوي ، وتؤيده رواية ابن منده من طريق أبي عوانة وفيها الذي أرسله إلى أم معقل ( فلما قدم ) : أبو معقل ( قالت أم معقل ) : لزوجها أبي معقل ( قد علمت ) : بصيغة الخطاب ( أن علي حجة ) : أي بإرادة حج لي كانت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكن ما قدر لي الحج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وفاتني وحصل لي الحزن والتأسف على فوت المعية التي كانت باعثة لكثرة الثواب ، وتؤيده رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ولفظه : أن أم معقل جعلت عليها حجة معك ، وعند ابن منده أيضا جعلت على نفسها حجة معك فلم يتيسر لها ذلك ، وليس المراد أن علي حجة فرضا أو نذرا ، فلا يدل الحديث على إجزاء العمرة في رمضان عن الحج وأنه يسقط بها الفرض عن الذمة ، بل المراد أن ثواب العمرة في رمضان كثواب الحج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا التأويل هو المتعين . ولا شك أن رواة هذا الحديث [ ص: 360 ] لم يتقنوا ألفاظ الحديث ولم يحفظوها بل اختلطوا وغيروا الألفاظ واضطربوا في الإسناد ، وفيه ضعيف ومجهول . ( حتى دخلا عليه ) : أي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ( إن علي حجة ) : تقدم تأويله ( بكرا ) : بالفتح الفتي من الإبل ( صدقت ) : زوجتي أم معقل ( جعلته ) : البكر ( في سبيل الله ) : أي الغزو والجهاد ( عليه ) : أي على البكر . ( فإنه ) : الحج ( في سبيل الله ) : كما أن الجهاد في سبيل الله . قال الخطاب : فيه من الفقه جواز إحباس الحيوان ، وفيه أنه جعل الحج من السبيل . وقد اختلف الناس في ذلك فكان ابن عباس لا يرى بأسا أن يعطي الرجل من زكاته في الحج ، وروي مثل ذلك عن ابن عمر ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل وإسحاق يقولان يعطي من ذلك الحج . وقال أبو حنيفة وأصحابه nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : لا تصرف الزكاة إلى الحج وسهم السبيل عندهما الغزاة والمجاهدون انتهى .
وقال المنذري : قال الترمذي : وحديث أم معقل حسن غريب من هذا الوجه انتهى . وقد روي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11947أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي معقل ، وهو الأسدي ويقال الأنصاري . وحديث أم معقل في إسناده رجل مجهول وفي إسناده أيضا إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي وتكلم فيه غير واحد .