قيل إتمام أفعال العمرة .

( فيدركها الحج فتنقض عمرتها ) : وفي بعض النسخ فترفض عمرتها ( وتهل ) : تحرم ( بالحج ) : بعد رفضها ( هل تقضي عمرتها ) : التي أحرمت بها قبل إدراك [ ص: 370 ] الحج . فإن قلت : يفهم من ترجمة الباب أن عائشة كانت قد رفضت العمرة لأجل عذر الحيض ، فالعمرة التي أهلت بها من التنعيم قضاء عنها لأداء مرة أخرى ، قلت : نعم كذا يفهم من ترجمة الباب لكن فيه كلام ؛ لأن العمرة لا يصح رفضها ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=753051يسعك طوافك لحجك وعمرتك . وفي لفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=753052حللت منهما جميعا . فإن قيل قد ثبت في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لها : nindex.php?page=hadith&LINKID=753053ارفضي عمرتك ، وانقضي رأسك وامتشطي . وفي لفظ آخر nindex.php?page=hadith&LINKID=753054دعي عمرتك وانقضي رأسك وامتشطي . وفي لفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=753055أهلي بالحج ودعي العمرة . فهذا صريح في رفضها من وجهين ، أحدهما قوله : ارفضيها ودعيها ، والثاني : أمره لها بالامتشاط . قيل : معنى قوله : ارفضيها ، أي اتركي أفعالها والاقتصار عليها ، وكوني في حجة معها ، ويتعين أن يكون هذا المراد بقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=753052حللت منهما جميعا لما قضيت أعمال الحج . وقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=753051يسعك طوافك لحجك وعمرتك فهذا صريح أن إحرام العمرة لم ترفض وإنما رفضت أعمالها والاقتصار عليها ، وأنها بقضاء حجتها انقضى حجتها وعمرتها ، ثم أعمرها من التنعيم تطييبا لقلبها إذ تأتي بعمرة مستقلة كصواحباتها .

ويوضح ذلك إيضاحا بينا ما روى مسلم في صحيحه ، ولفظه قالت عائشة : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3508087وخرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع فحضت ، فلم أزل حائضا حتى كان يوم عرفة ولم أهل إلا بعمرة ، فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنقض رأسي وأمتشط ، وأهل بالحج وأترك العمرة ، قالت : ففعلت ذلك حتى إذا قضيت حجي بعث معي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن بن أبي بكر ، وأمرني أن أعتمر من التنعيم مكان عمرتي التي أدركني الحج ولم أحل منهما " فهذا حديث في غاية الصحة والصراحة أنها لم تكن أحلت من عمرتها ، وأنها بقيت محرمة بها حتى أدخلت عليها الحج ، فهذا خبرها عن نفسها وذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها كل منهما يوافق الآخر ، كذا في زاد المعاد .

( أختك عائشة ) : بدل من أختك ( فإذا هبطت ) : من باب ضرب أي نزلت ( بها ) : أي عائشة ( من الأكمة ) : تل ، وقيل شرفة كالرابية ، وهو ما اجتمع من الحجارة في مكان واحد ، وربما غلظ ، وربما لم يغلظ ، والجمع أكم وأكمات مثل قصبة وقصب وقصبات ، وجمع الأكم آكام مثل جبل وجبال ، وجمع الآكام أكم بضمتين مثل كتاب وكتب وجمع الأكم آكام مثل عنق [ ص: 371 ] وأعناق كذا في المصباح .

قال المنذري : قال أبو بكر أحمد بن عمرو البزار ولا يعلم روت حفصة عن أبيها إلا هذا الحديث ، هذا آخر كلامه . وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث عمرو بن أوس عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=3508088أمره أن يعمر عائشة من التنعيم ، انتهى .