وهو النزول في المحصب وهو ليس من أمر المناسك الذي يلزم فعله ، إنما هو منزل نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للاستراحة بعد الزوال ، فصلى فيه العصرين والمغربين ، وبات فيه ليلة الرابع عشر ، لكن لما نزله - صلى الله عليه وسلم - كان النزول به مستحبا اتباعا له ، وقد فعله بعده الخلفاء .
( ليكون أسمح لخروجه ) : أي أسهل لخروجه راجعا إلى المدينة ( فمن شاء نزله ومن شاء لم ينزله ) : قال النووي : وإن عائشة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس كانا لا يقولان به ، ويقولان : هو منزل اتفاقي لا مقصود فحصل خلاف بين الصحابة - رضي الله عنهم - . ومذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك والجمهور استحبابه اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين وغيرهم ، وأجمعوا على أن من تركه لا شيء عليه ، ويستحب أن يصلي به الظهر والعصر والمغرب والعشاء [ ص: 383 ] ويبيت من بعض الليل أو كله اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - . والمحصب بفتح الحاء والصاد المهملتين ، والحصبة بفتح الحاء وإسكان الصاد والأبطح والبطحاء وخيف بني كنانة اسم لشيء واحد ، وأصل الخيف كل ما انحدر عن الجبل وارتفع عن المسيل . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وتبعه عياض : اسم لمكان متسع بين مكة ومنى ، وهو أقرب إلى منى ، ويقال له الأبطح والبطحاء وخيف بني كنانة .