[ ص: 4 ] ( الحجبي ) : بفتح المهملة والجيم منسوب إلى حجابة الكعبة وهي ولايتها وفتحها وإغلاقها وخدمتها ( فأغلقها ) : لخوف الزحام ولئلا يجتمع الناس ويدخلوا ويزدحموا فينالهم ضرر ( فمكث فيها ) : قال النووي : ذكر مسلم عن بلال رضي الله عنه دخل الكعبة وصلى فيها بين العمودين .
وعن أسامة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم دعا في نواحيها ولم يصل . وأجمع أهل الحديث على الأخذ برواية بلال ولأنه مثبت فمعه زيادة علم ، فوجب ترجيحه . والمراد الصلاة المعهودة ذات الركوع والسجود ، ولهذا قال ابن عمر ونسيت أن أسأله كم صلى ، وأما نفي أسامة فسببه أنهم لما دخلوا الكعبة أغلقوا الباب واشتغلوا بالدعاء فرأى أسامة النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو ، ثم اشتغل أسامة بالدعاء في ناحية من نواحي البيت ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في ناحية أخرى وبلال قريب منه ، ثم صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فرآه بلال لقربه ولم يره أسامة لبعده واشتغاله ، وكانت صلاة خفيفة فلم يرها أسامة لإغلاق الباب مع بعده واشتغاله بالدعاء وجاز له نفيها عملا بظنه ، وأما بلال فحققها فأخبر بها ، واختلف العلماء في الصلاة في الكعبة إذا صلى متوجها إلى جدار منها أو إلى الباب ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة وأحمد والجمهور : يصح فيها صلاة النفل وصلاة الفرض . وقال مالك : تصح فيها صلاة النفل المطلق ولا يصح الفرض ولا الوتر ولا ركعتا الفجر ولا ركعتا الطواف . وقال محمد بن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12322وأصبغ المالكي وبعض أهل الظاهر : لا تصح فيها صلاة أبدا لا فريضة ولا نافلة . ودليل الجمهور حديث بلال ، وإذا صحت النافلة صحت الفريضة ( جعل عمودا عن يساره وعمودين عن يمينه ) : هكذا هو في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : [ ص: 5 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=753072عمودين عن يمينه وعمودا عن يساره ، وهكذا هو في الموطأ . وفي رواية لمسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=753073جعل عمودين عن يساره وعمودا عن يمينه ، وكله من رواية مالك . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=hadith&LINKID=753074عمودا عن يمينه وعمودا عن يساره .
قال المنذري : وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .